يقول المعربون على سبيل التقريب
  قيل: «استطعماها» كان مجازاً، ولهذا كان هذا الوجه أولى من أن تقدر بالجملة جواباً لـ «إذا»، لأن تكرار الظاهر يَعْرَى حينئذٍ عن هذا المعنى وأيضاً فلأن الجواب في قصة الغُلام {قَالَ أَقَتَلْتَ}[الكهف: ٧٤] لا قوله {فَقَتَلَهُ}[الكهف: ٧٤] لأن الماضي المقرون بـ «قد» لا يكون جواباً؛ فليكن قال في هذه الآية أيضاً جواباً.
  ومثال النوع الثاني - وهو الواقع حالاً لا غير لوقوعه بعد المعارف المحضة - {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}[المدثر: ٦]، {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}[النساء: ٤٣].
  ومثال النوع الثالث - وهو المحتمل لهما بعد النكرة - {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ}[الأنبياء: ٥٠]، فلك أن تقدّر الجملة صفة للنكرة وهو الظاهر، ولك أن تقدرها حالاً منها لأنها قد تخصصت بالوصف، وذلك بقربها من المعرفة حتى إن أبا الحسن أجاز
  قوله: (كان مجازاً) لأن إسناد الاستطعام للأهل هو الحقيقة أي: ولا يجوز الإتيان بضمير الأهل والقرية معاً بأن يقول استطعماهموها قوله: (ولهذا) أي: ولأجل تعليل إعادة الذكر بما سبق كان هذا الوجه أي وهو جعل الجملة صفة. قوله: (لأن تكرار الظاهر الخ) علة لمحذوف أي وإنما كان جعل الجملة جواباً لإذا لا أولوية فيه؛ لأن تكرار الخ وحاصله أنه على جعل الجملة صفة يكون للإتيان بالاسم الظاهر في محل الضمير نكتة بخلاف جعلها جواباً لإذا فإنه لا يكون للإتيان بالظاهر محل الضمير نكتة وأيضاً يلزم على جعلها جواباً لإذا مخالفة النظير.
  قوله: (المقرون بقد) وفي نسخة بالفاء أي: الدالة على قد الدالة على تحقق الماضي فلا يكون جواباً بالشرط إذ المستقبل وإنما احتيج لقد لأن الماضي بدونها صالح للشرطية فلا يقرن بالفاء. قوله: (بقد) أي: المقدرة بعد الفاء وفي نسخة لأن الماضي المقرون بالفاء ووجه عد صحة الجواب عنها أن الماضي صالح للجوابية لجواز كونه مستقلاً في المعنى وحينئذ فلا يقترن بالفاء ودخول الفاء عليه مع الصلاحية يدل على أنه لا يصلح للجواب وعدم الصلاحية له لاقترانه بقد فالفاء دالة على قد محذوفة وقد تدل على تحقق الماضي فلا يكون الفعل جواباً لإذا إذ لا يكون إلا مستقبلاً قوله: (لا يكون جواباً) أي: لأنها تدل على تحقق الماضي وجواب إذا لا يكون إلا مستقبلاً قوله: (قال الخ) أي: أن الجواب عن إذا قال أقلت لا أن الجواب قتله من قوله لقيا غلاماً فقتله؛ لأن الماضي الخ.
  قوله: (بعد المعارف المحضة) إن قلت في يا حليماً لا يعجل ونحوه صفة مع أن معرفة محضة بتعيين النداء كما نص عليه ابن السيد والجواب عن إذا قال أقلت لا أن الجواب قتله من قوله لقيا غلاماً فقتله لأن الماضي الخ. قوله: (بعد المعارف المحضة) إن قلت في يا حليماً لا يعجل ونحوه صفة مع أنه معرفة محضة بتعيين النداء كما نص عليه ابن السيد والجواب عن أنه صفة له قبل النداء وهو إذ ذاك نكرة فهو من نداء الموصوف لا من وصف المنادى. قوله: (تستكثر) جملة حالية من ضمير تمنن وكذلك وأنتم سكارى