فإن قلت: «ما جاءني رجل إلا راكب» فالتقدير: إلا رجل راكب، يعني أن «راكباً» صفة لبدل محذوف قال: وفيه قبح لجعلك الصفة كالاسم يعني في إيلائك إياها العامل؛ وقال الفارسي؛ لا يجوز «ما مررت بأحد إلا قائم» فإن قلت: «إلا قائماً» جائز، ومثل ذلك قوله [من الطويل]:

  ٦٧٦ - وَقَائِلَةٍ تَخْشَى عَلَيَّ أَظنُّه ... سَيُودِي بِهِ تَرْحَالُهُ وَجَعَائِلُه

  فإن جملة «تخشى عليَّ» حال من الضمير في «قائلة»، ولا يجوز أن يكون صفة لها؛ لأن اسم الفاعل لا يُوصَفُ قبل العمل، والله أعلم.

  ادعاه من أن كلام النحويين مخالف لما قاله الزمخشري وأبو البقاء وهو أن إلا تمنع من كون ما بعدها صفة لما قبلها. قوله: (فالتقدير) أي: المجوز لذلك التركيب وهذا لا ينفي قبحه. قوله: (وفيه قبح) أي: يلزم شيء آخر لهذا التقدير في ما جاءني أحد إلا قال خيراً أي إلا قال خيراً وهو أن فيه حذف الموصوف بجملة والشرط غير موجود لأنه ليس بعض اسم مجرور بمن أو في. قوله: (لجعلك الخ) أي: قبل التقدير قوله: (في إيلائك إياها العامل) أي: أن العامل لا يليه إلا الأسماء لا الصفة. قوله: (في إيلائك إياها العامل) مراده بالعامل من إذ شأنها العمل أي والعامل إنما يليه الموصوف فيعمل في الصفة بالتبع. قوله: (لا يجوز الخ) أي: مطلقاً سواءً جعلت إلا قائم صفة لأحد الموجود، لأنه يلزم عليه الفصل بإلا بين الصفة والموصوف أو جعلته صفة لأحد محذوف بدلاً من أحد المذكور لأنه لا يجوز عنده خلافاً للأخفش الذي يقبحه فقط فحاصل كلامه منع ما قبحه الأخفش. قوله: (إلا قائم) أي: بالجر على التبعية. قوله: (جاز) أي على الحالية قوله: (ومثل ذلك) أي: مثل ما تقدم من قولك ما جاءني أحد إلا قال خيراً، وقوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ٢٠٨}⁣[الشعراء: ٢٠٨] في امتناع الوصفية دون الحالية قوله الخ. قوله: (أظنه) أي: من الظنون متى تظنها بي من موتى مثلاً قوله: (ستردي به) أي تهلكه والترحال التنقل في الأسفار والجعائل جمع جعالة بمعنى الجعل على الفعل قوله: (لأن اسم الفاعل لا يوصف قبل العمل) قال الدماميني يحتمل أن جملة ستردي به مفعولاً ثانياً لأظنه على أنه قالهما أو أنه ليس مقولا ـولاً لقائله المذكور بل مقول لمحذوف أي تقول ستردي أو أظنه ستردي الخ، وحينئذ فلا يلزم من جعل جملة تخشى صفة لقائله ما ذكره من وصف اسم الفاعل قبل العمل. قوله: (قبل العمل) أي: لأن قوله ستردي الخ مقول القول فهي في محل نصب بقائله. قوله: (قبل العمل) أي: لأن الوصف من خواص الأسماء فيبعد الشبه بالفعل.

٦٧٦ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٢).

اللغة: سيهلك. الجعائل: سيودي: الجعائل: جمع جعيلة وهي ما يدفعه من فرض عليه الغزو إلى غيره ليغزو عنه.

المعنى: ورب امرأة تقول خوفاً عليّ: أعتقد أنه سيهلك بسبب تنقلاته، وبسبب غزواته المأجورة.