حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

ذكر حكمهما في التعلق

صفحة 513 - الجزء 2

ذكر حكمهما في التعلق

  لا بد من تعلقهما بالفعل، أو ما يُشبهه، أو ما أُولَ بما يُشبهه، أو ما يُشير إلى معناه؛ فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجوداً قدر، كما سيأتي.

  وزعم الكوفيون وابنا طاهر وخروف أنه لا تقدير في نحو: «زيد عندك وعمرو في الدار»، ثم اختلفوا؛ فقال ابنا طاهر وخروف: الناصب المبتدأ، وزعما أنه يرفع الخبر إذا كان عَيْنَه، نحو: «زيد أخوك»، وينصبه إذا كان غيره، وأن ذلك مذهب سيبويه، وقال الكوفيون: الناصب أمرٌ معنوي، وهو كونهما مخالفين للمبتدأ.

  ولا مُعَوَّلَ على هذين المذهبين.

  مثال التعلق بالفعل وما يشبهه قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧]، وقول ابن دريد [من الرجز]:


الباب الثالث من الكتاب في ذكر أحكام ما يشبه

  قوله: (أو ما يشبهه) أي: وهو الاسم المشتق العامل عمل الفعل قوله: (أما أول بما يشبهه) وهو الاسم الجامد المؤول بالمشتق. قوله: (أو ما يشير إلى معناه) أي: بأن كان علماً مشتهراً مسماه بوصف فيشار به حال العلمية للوصف كحاتم فإنه يشير إلى معنى الفعل وهو الحتم قوله: (أو ما يشير إلى معناه) أي: إلى معنى الفعل. قوله: (فإن لم يكن الخ) أي: كما في زيد عندك أو في الدار قوله: (في نحو زيد عندك) أي: بل نفس عند خبر وليس هناك متعلق مقدر قوله: (ثم اختلفوا) أي: في العامل في الظرف وقوله الناصب أي للظرف وقوله وينصبه إذا كان غيره أي كما هنا فالمبتدأ عندهم تارة يكون ناصباً وتارة يكون رافعاً. قوله: (نحو زيد أخوك) فإن أزيداً نفس الخ. قوله: (إذا كان غيره) أي: كما هنا فإن العند والدار غير زيد قوله: (كونهما مخالفين) لأن الخبر مخالف للمبتدأ معنى إذ معنى العند ليس هو زيد أو هذه المخالفة المعنوية تعمل عندهم المخالفة اللفظية في الإعراب فتنصب الخبر.

  قوله: (مخالفين للمبتدأ) أي: لأن المخالفة عنده من عوامل النصب فيقولون في الاستثناء إنه منصوب على المخالفة قوله: (ولا معول على هذين المذهبين) أي: والمعول عليه ما تقدم في عامل الظرف في المثالين مقدراً قوله: (أنعمت عليهم) على متعلقة بأنعم وهو فعل وقوله عليهم الثانية متعلقة بالمغضوب وهو اسم مفعول.