حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

هل يتعلقان بالفعل الجامد

صفحة 521 - الجزء 2

  واستدل لمثبتي ذلك التعلق بقوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا}⁣[يونس: ٢] فإن اللام لا تتعلق بـ «عجباً»، لأنه مصدر مؤخَّر، ولا بـ «أوحَيْنا» لفسادِ المعنى، ولأنه صلة لـ «أن»، وقد مضى عن قريب أن المصدر الذي ليس في تقدير حرف موصول ولا صلته لا يمتنع التقديم عليه؛ ويجوز أيضاً أن تكون متعلقة بمحذوف هو «عجباً» على حد قوله [من مجزوء الوافر]:

  لمية موحشا طلل ... [بلوح كأنه خلل]

هل يتعلقان بالفعل الجامد؟

  زعم الفارسي في قوله [من البسيط]:

  وَنِعْمَ مَرْزَكأ مَنْ ضَاقَتْ مَذَاهِبُهُ ... وَنِعْمَ مَنْ هو فِي سِر وَإِعْلَانِ

  أن «مَنْ» نكرة تامة تمييز لفاعل «نعم» مستتراً، كما قال هو وطائفة في «ما» من


  ليس تدل على حدث أيضاً وهو الانتفاء، وإنما سميت ناقصة لأنه لا يتم بالمرفوع بها كلام بل بالمرفوع مع المنصوب بخلاف الأفعال التامة فإن الفائدة تتم بمرفوعها.

  قوله: (واستدل الخ) وجه الاستدلال أن معنا أموراً ثلاثة صالحة للتعلق بها عجباً وأوحينا وكان فلا يصح تعلقه بعجباً لما ذكره، وكذا لا. تعلقه بأوحينا فتعين تعلقه يصح بكان. قوله: (مؤخر) أي: ومعمول المصدر لا يتقدم عليه قوله: (لفساد المعنى) أي: لأنه حينئذ يكون المعنى أكان عجبياً إيحاؤنا للناس فيقتضي أن الإيحاء للناس مع الإيحاء للنبي. قوله: (الفساد المعنى) قد يقال الفساد منتف إن جعل إلى رجل بدلاً. من للناس أو جعلت اللام في الناس تعليلية أي لأجل إهداء الناس قوله: (ولأنه صلة لأن) أي: ومعمول الصلة لا يتقدم عليها قوله: (وقد مضى عن قريب) يحتمل أنه رد لمنع تعلقه بعجباً أي أن القول يمنع تعلقه بعجباً لئلا يكون معمول المصدر مقدماً على المصدر وهو ممنوع لا يسلم لأنه إنما يمنع تقدم معمول المصدر عليه إذا كان ذلك المصدر مؤولاً من أن والفعل، وعجباً ليس كذلك ويحتمل أنه لقوله ولأنه صلة لأن لكن بحسب المفهوم، فحينئذ يكون قوله لا يمتنع التقديم عليه أي ومفهومه أن ما كان مقدراً بأن وصلته فلا يجوز التقدم فأولي إذا كانت أن ملفوظة لا يجوز التقدم. قوله: (ويجوز أيضاً) أي: كما يجوز تعلقه بعجباً على الاحتمال الأول أو بكان على الاحتمال الثاني. قوله: (حال من عجباً) أي: فالناس في الأصل صفة لعجباً فقدم عليه فيعرب حينئذٍ حالا كما أن موحشاً كان صفة لطلل فقدم فأعرب حالاً إلا أن الأول في الخبر والثاني في المبتدأ.

هل يتعلقان بالفعل الجامد؟

  قوله: (في ما من نحو الخ) أي: فالضمير الواقع بعد من في البيت وبعد ما في الآية