حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

هل يتعلقان بالفعل الناقص

صفحة 520 - الجزء 2

  على ذلك، ومثله: في {تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ}⁣[النمل: ١٢]، فـ «في» و «إلى» متعلقان بـ «اذهب» محذوفاً {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}⁣[البقرة: ٨٣] وغيرها. أي: وأحسنوا بالوالدين إحساناً، مثل: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي}⁣[يوسف: ١٠٠]، أو: وصيناهم بالوالدين إحساناً مثل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}⁣[العنكبوت: ٨]، ومنه باء البسملة.

هل يتعلقان بالفعل الناقص؟

  مَنْ زعم أنه لا يدلُّ على الحَدَثِ مَنَع من ذلك، وهم المبرد فالفارسي فابن جني فالجرجاني فابن برهان ثم الشلوبين، والصحيح أنها كلها دالة عليه إلا «ليس».


  قوله: (ومنه) أي: من المتعلق بمحذوف.

هل يتعلقان بالفعل الناقص

  أي هذا مبحث هل يتعلقان الخ. قوله: (أنه لا يدل الخ) أي: وادعى أن هذا هو معنى النقصان أي أنه الآن صار لا يدل إلا على مجرد الزمان ولا يدل على الحدث فقد نقص مدلوله الحدث ودل على الزمان، وأما على المختار من أنه يدل على الحدث والزمان فسمي ناقصاً لأنه لا يكتفي بمرفوعه بل لا بد في تمام الفائدة من ذكر المنصوب. قوله: (والصحيح أنها كلها دالة) أي فكان تدل على حدث وهو كون مطلق والمقيد له خبرها، فمعنى كان زيد حصل زيد وقر لك قائماً أفاد أن المراد حصول قيام زيد وتدل أيضاً زمن لكن خاص وهو الزمن الماضي، وأما خبرها وهو قائم فيدل على زمن مطلق فيقيد ويعين في: كان أو يكون فتحصل أن كان تدل على حدث مطلق يقيد بالخبر والخبر يدل على زمن مطلق يقيد بالزمن المستفاد من كان فتعاوضا؛ فإن قلت أن الخبر وهو قائم لأن الحدث لا بد له من زمن، وأما قولك في كان زيد أخاك فمعناه كان زيد محكوماً له بالأخوة فهو مؤول باسم الفاعل، وأما بقية الأفعال كصار الدالة على الانتقال وأصبح الدالة على الدخول في الصباح الخ فدلالتها على حدث لا يدل عليه الخبر في غاية الظهور وقد استدل على بطلان القول بأنها لا تدل على الحدث بأمور منها أن الأصل في الفعل الدلالة على الحدث والزمان إذ الدال على الحدث وحده مصدر وعلى الزمان وحده اسم زمان ولا يخرج الفعل عن أصله إلا بدليل، ومنها أن الأفعال المتساوية في الزمان إنما تمتاز بالأحداث فإذا زال ما به الافتراق وبقي ما به التساوي فلا فرق بين كان زيد غنياً وصار زيد غنياً، والفرق حاصل فبطل ما يوجب خلافه، ومنها أنه لو كان معناها الزمن لجاز أن ينعقد جملة تامة من بعضها ومن اسم معنى كما ينعقد منه، ومن اسم زمان وفي شرح الآجرومية للشيخ خالد أن الذي يقول بعدم دلالتها على الحدث يريد أنها لا تدل على الحدث التام الذي يفيد مجرد إسناده إلى فاعله فلا ينافي أنها تدل على حدث ناقص لا يتم فائدته إلا بالمنصوب فكان التامة للوجود ضد العدم والناقصة للحصول على صفة ما تعين بالخبر فقد رجع الخلاف لفظياً. قوله: (إلا ليس) في الرضى أن