هل يتعلقان بأحرف المعاني
  علي وأبي الفتح، زعما في نحو: «يا لزيد» أن اللام متعلقة بـ «يا»، بل قالا في «يا عبد الله»: إن النصب بـ «يا»، هو نظير قولهما في قوله [من البسيط]:
  أبا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ... [فَإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلُهُمُ الضبع]
  إنَّ «ما» الزائدة هي الرافعة الناصبة، لا «كان» المحذوفة.
  وأما الذين قالوا بالجواز مطلقاً، فقال بعضُهم في قول كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه [من البسيط]:
  ٦٨٣ - وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إِذْ رَحَلُوا ... إِلَّا أَغَنُ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
  «غداة البين»: ظرف للنفي، أي: انتفى كونها في هذا الوقت إلا كأَغَنَّ.
  وقال ابن الحاجب في: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ}[الزخرف: ٣٩] «إذ» بدل
  الاشتقاق قوله: (متعلقة بيا): أي: لنيابتها عن الفعل المحذوف وهو أدعو. قوله: (إن النصب بيا) أي: لا بالفعل الذي ثابت عنه وهو أدعو كما قاله الجمهور. قوله: (نظير قولهما الخ) وذلك أن ما زيدت عوضاً عن كان قوله: (الرافعة) أي: لأنت وقوله الناصبة أي لذا نفر، وأما الجمهور فيقولون الناصب والرافع إنما هو كان المحذوفة الذي نابت ما عنها. قوله: (غداة البين) الغداة البكرة أو ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ويحتمل أنه استعمله في مطلق الوقت والمراد بالبين هنا الفراق ورحلوا انتقلوا من مكانهم. قوله: (إلا أغن) أي: إلا كأغن أي إلا كظبي أغن أي يخرج صوته من خياشيمه، وقوله غضيض الطرف أي فاتر الطرف أي ناعسه ومسبله قوله: (أي انتفى كونها في هذا الوقت إلا كأغن) أي: انتفى كونها في هذا الوقت متصفة بأي صفة إلا وصفها بكونها كظبي أغن، وإنما خص هذا الوقت بالذكر مع إنه لا مدخل له في التشبيه لأنها تشبه الظبي المذكور مطلقاً في وقت الذهاب وفي غيره، لأن الرحيل يقتضي مهنة وابتذالاً فإذا كانت شبيهة بالظبي في تلك الحالة فأولى غيرها، واعلم أنه ليس الجامع بين سعاد والظبي الأوصاف المذكورة في البيت من كونه أغن الخ، لأنها لا تختص بهذا الوقت وحينئذ فالتقييد بالظروف على هذا التقدير يعد لغواً بل يضر لاقتضائه انتفاء الشبه عند انتفاء هذا القيد، وذلك منافٍ للغرض من المدح بل الجامع النفور والذهاب وحذفه، إما لاشتهار الظبي به،
٦٨٣ - التخريج: البيت لكعب بن زهير في (ديوانه ص ٦٠؛ والدرر ٥/ ٣١١؛ وشرح شواهد الإيضاح. ١٣٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٢٥؛ والشعر والشعراء ١/ ١٦٠؛ ولسان العرب ١٣/ ٣١٥ (غنن)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٠٨؛ وبلا نسبة في المنصف ٣/ ٨٥).
اللغة: الغداة الصباح البين الفراق الغنة: الصوت الجميل يخرج من الأنف. غضيض الطرف في طرفه كسل.
المعنى: إن سعاد يوم رحلت عن حيها كأنها ظبي نافر كسول النظرة، مكحل العين ولادة.