حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الحالة الثانية: أن يكونا نكرتين

صفحة 10 - الجزء 3

  لا يوصف كما أن الضمير كذلك؛ فلهذا قرأت السبعة {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}⁣[الجاثية: ٢٥]، {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}⁣[النمل: ٥٦] والرفع ضعيف كضعف الإخبار بالضمير عما دونه في التعريف.

  الحالة الثانية: أن يكونا نكرَتَيْنِ؛ فإن كان لكلِّ منهما مُسَوّغ للإخبار عنها فأنت مُخيَّر فيما تجعله منهما الاسم وما تجعله الخبر؛ فتقول: «كان خَيْرٌ مِنْ زَيْدٍ شَرًا مِنْ عمْرو» أو تعكس؛ وإن كان المسوغ لإحداهما فقط جعلتها الاسم، نحو: «كَانَ خَيْرٌ مِنْ زَيد امرأة».

  الحالة الثالثة: أن يكونَا مُخْتَلِفين، فتجعل المعرفة الاسم، والنكرة الخبر، نحو: «كان زَيْدٌ قائماً»، ولا يعكس إلا في الضرورة، كقوله [من الوافر]:

  ٦٩٣ - قِفِي قَبْلَ التَّفَرُقِ يَا ضُبَاعًا ... وَلاَ يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَدَاعَا


  المعرف بالإضافة المنسبك من أن والفعل كالضمير لا يجوز يخبر عنه بما هو دونه في التعريف على المختار والإخبار بما دونه عنه ضعيف. قوله: (حكموا ولأن وإن) الأولى حكموا للمصدر المعرف المنسبك من أن وإن وقوله معرف أي بالإضافة تأمل. قوله: (معرف) يقتضي أنهما لو كانتا مقدرتين بمصدر منكر لم يثبت لهما حكم الضمير فيجوز وصفهما كما إذا قيل أعجبني ما صنع رجل حسن على أن يجعل الصفة للمصدر المقدر أي صنع رجل حسن. قوله: (بحكم الضمير) أي: في كون كل لا يخبر عنه بما هو دونه على المختار، ثم علل بقوله لأنه الخ وفي هذا التعليل شيء وهو أن ظاهره أن كل ما يوصف بحكم له بحكم الضمير مع أن هناك أموراً لا توصف ولا يحكم لها بحكمه تأمل. قوله: (قرأت السبعة ما كان الخ) أي: بنصب الحجة وجواب قومه على أن كلا منهما خبر مقدم، وأن والفعل بعدهما مؤول بمصدر اسم للناسخ فقد أخبر بذلك المصدر عما هو دونه في التعريف. قوله: (والرفع ضعيف) أي: رفع الحجة والجواب على أنه اسم للناسخ وأن والفعل بعد خبره ضعيف لما فيه من الإخبار بذلك المصدر عما هو دونه في التعريف كضعف الإخبار بالضمير عما هو دونه في التعريف كقوله زيد كان القائم هو. قوله: (أو تعكس) أي: بأن تقول كان خيراً من زيد سر من عمرو بتقديم الخبر على الاسم. قوله: (ولا يعكس) أي: بحيث تجعل النكرة الاسم والمعرفة الخبر كأن تقول كان قائم زيداً إلا. في الضرورة وهذا إذا لم يكن للنكرة مسوغ، وأما إن كان لها مسوغ جاز جعل المعرفة اسم والنكرة خبراً وبالعكس ولو في غير الضرورة فيجوز أن تقول كان زيد خيراً منك وكان خيراً منك زيداً على ما اختاره المصنف فيما مر. قوله: (ولايك موقف الخ) موقف نكرة


٦٩٣ - التخريج: البيت للقطامي في (ديوانه ص ٣١؛ وخزانة الأدب ٢/ ٣٦٧؛ والدرر ٣/ ٥٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٩؛ والكتاب ٢/ ٢٤٣؛ ولسان العرب =