· (أم) - على أربعة أوجه:
  ٥١ - وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْن أَمْ نِسَاءُ
  لما سيأتي، أو تتقدم عليها همزةٌ يُطلب بها وبـ «أم» التعيين، نحو: «أزيد في الدار أم عَمْرو»، وإِنَّما سُمِّيت في النوعين متّصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يُسْتَغْنَى بأحدهما عن الآخر؛ وتسمّى أيضاً مُعَادِلة؛ لمعادلتها للهمزة في إفادة التّسوية في النوع الأول والاستفهام في النوع الثاني.
  ويفترق النوعان من أربعة أوجه:
  أولها وثانيها: أنَّ الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جواباً؛ لأن المعنى معها
  قوله (وسوف أخال) أي: أظن في المستقبل قوله: (أقوم الخ) في البيت اختصاص القوم بالرجال على حد قوله {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}[الحجرات: ١١] الآية. قوله: (أم نساء) أي: أم هم نساء. قوله: (لما سيأتي) أي: من أنها قبيل القسم الثاني وهي الواقعة بعد همزة الاستفهام قوله: (يطلب بها وبأم التعيين) أي: كما يطلب بأي.
  قوله: (لأن ما قبلها وما بعدها الخ) أي: فالاتصال بين السابق واللاحق فأطلق عليها أنها متصلة باعتبار متعاطفيها المتصلين فتسميتها بذلك لأمر خارج وبعضهم يقول سميت بذلك؛ لأنها اتصلت بالهمزة حتى صارتا في إفادة الاستفهام بمنزلة كلمة وعلى هذا الاتصال راجع إليها نفسها لا إلى أمر خارج لكن هذا إنما يتأتى في المسبوقة بهمزة الاستفهام لا بهمزة التسوية فالراجح الوجه الأول.
  قوله: (لمعادلتها الخ) أي: لأن كلا منهما كالعدل بالكسر أحد شقي الحمل. قوله: (لا تستحق الخ) أي: وان كان الخبر قد يجاب من حيث إفادة التصديق أورد كلام المخاطب فتقول في جواب من قال جاء زيد تعم لغرض التصديق. قوله: (ليس على الاستفهام) أي: بل هو خبر محض وما أحسن قول المصنف لا تستحق جواباً حيث جعل المنفي استحقاق الجواب ولا وقوعه؛ لأن الخبر قد يجاب بنعم تصديقاً له، فإذا قال قائل جاء زيد فتقول له في جواب به نعم. قوله: (وأن الكلام) هذا هو الوجه الثاني. قوله: (معها) أي: المعادلة لهمزة التسوية.
٥١ - التخريج البيت لزهير بن أبي سلمى في (ديوانه ص ٧٣؛ والاشتقاق ص ٤٦؛ وجمهرة اللغة ص ٩٧٨؛ والدرر ٢/ ٢٦١، ٤/ ٢٨، ٥/ ١٢٦؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٠٩؛ وشرح شواهد المغني ١٣٠، ٤١٢؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٨٩؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ١٥٣، ٢٤٨، ٢/ ٧٢).
اللغة: إخال: أظن وأحسب القوم: قيل: هو جماعة الرجال والنساء، وقيل: هو جماعة الرجال دون النساء. آل حصن: أهل حصن.
المعنى: لست أدري حقيقة أهل حصن، هل هم رجال أو نساء، ولكنني أظن أنني سأعرف قريبا عندما نختبر قوتهم.