حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والثاني: أن تكون عاملة

صفحة 45 - الجزء 3

  تحصل الفائدة؛ فلو قلت: «رجلٌ من الناس جاءني» لم يجز؛ والثاني نحو قولهم: «السَّمْنُ مَنَوَانِ بِدِرْهَم»، أي منوان منه، وقولهم: «شَرِّ أَهَرَّ ذَا نَابِ». و [من الكامل]:

  ٧١٤ - قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا المَجازِ وَقَدْ أَرَى ... وَأَبِي مَا لَكَ ذُو المَجَازِ بِدَارِ

  إذ المعنى: شر أي شرّ وقَدَرٌ لا يغالَبُ، والثالث نحو: «رُجَيْلٌ جاءني»، لأنه في معنى: رجل صغير، وقولهم: «ما أَحْسَنَ زَيْداً» لأنه في معنى: شيء عظيم حسن زيداً؛ وليس في هذين النوعين صفةٌ مقدّرة فيكونان من القسم الثاني.

  والثاني: أن تكون عاملة: إما رفعاً، نحو: «قَائِمُ الزَّيْدَانِ» عند أجازه، أو


  به كونه خلفاً عن موصوف كما يقول النحاة قوله: (لم يجز) أي: لأن من المعلوم أن الرجل من الناس فالوصف لم يفد شيئاً قوله: (والثاني) أي: من أقسام النكرة الموصوفة وهي الموصوفة تقديراً. قوله: (السمن) مبتدأ أول ومنوان مبتدأ ثان مرفوع بالألف لأنه مثنى منا كعصا وبدرهم خبر الثاني والجملة خبر الأول وسوغ الابتداء بالنكرة في منوان الوصف المقدر قوله: (شر أهر ذا ناب) ذو الناب هو الكلب وهريره تصويته بخلاف العادة وهذا مثل يقال لكل من خرج من الناس بسلاحه هارباً أو صوت مستغيثاً بغيره. قوله: (ذا المجاز) اسم مركب علم على محل بمعنى كان سوقاً في الجاهلية أي تقدير من الله أحلك في هذا المكان ويروي النخيل وتمامه وقد أرى:

  وأبي مالك ذو المجاز بدارِ

  وقوله أبي بتشديد الياء وبعده:

  أبا بداركم بذي نفر الحمى ... هيهات ذو نفر من المزدار

  قوله: (إذ المعنى شر أي شر) أي: أو بمعنى شر عظيم. قوله: (وليس في هذين النوعين) الأولى المثالين وقد يقال جعلهما نوعين باعتبار التصغير والتعجب. قوله: (فيكونان) أي: حتى يكونان قوله: (والثاني) أي: من المسوغات العشرة. قوله: (قائم الزيدان) أي: فقائم مبتدأ والزيدان فاعل سد مسد الخبر وسوغ الابتداء بالنكرة عملها الرفع، وأما أقائم الزيدان فللابتداء بها مسوغ آخر وهو وقوعها بعد الاستفهام. قوله: (قائم الزيدان) قال الدماميني هذا المبتدأ مسند في المعنى، وقالوا المسند لا يجوز تعريفه وحينئذ


٧١٤ - التخريج البيت للمؤرج السلمي في (خزانة الأدب ٤/ ٤٦٧، ٤٦٨، ٤٦٩، ٤٧٢؛ و معجم ما استعجم ص ٦٣٥؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٠٢؛ وإنباه الرواة ٢/ ٢٦٩، ٢٧٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٢؛ وشرح المفصل ٣/ ٣٦؛ ولسان العرب ١١/ ٦٥٣ (نخل)؛ ومجالس ثعلب ص ٥٤٤).

اللغة: ذو المجاز: اسم موضع - أو النخيل.

المعنى: إنه قدرك الذي أوصلك إلى ذي المجاز وقد حصل رغم كرهك له ومحاولتك الابتعاد عنه.