حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: العطف على اللفظ،

صفحة 57 - الجزء 3

  عند المحققين ثلاثة شروط:

  أحدها: إمكان ظهوره في الفصيح، ألا ترى أنه يجوز في «ليس زيد بقائم»، و «ما جاءني من أمرأة» أن تسقط الباء فتنصب؛ و «من» فترفع، فعلى هذا فلا يجوز «مرَرْتُ بزَيْدٍ وَعَمْراً» خلافاً لابن جنّي، لأنه لا يجوز «مَرَرْتُ زَيْداً»؛ وأما قوله [من الوافر]:

  تمرُّونَ الدِّيَارَ وَلَمْ تَعُوجُوا ... [كَلامُكُمُ عَلَيَّ إِذَنْ حَرَامُ]

  فضرورة.

  ولا تختص مراعاة الموضع بأن يكون العاملُ في اللفظ زائداً كما مثلنا، بدليل قوله [من الطويل]:

  ٧٢٢ - فَإِنْ لَمْ تَجْدْ مِنْ دُونِ عَدْنَانَ وَالِداً ... وَدُونَ مَعَد فَلْتَزَعْكَ الْعَوَاذِلُ


  نسخة. قوله: (إمكان الخ) اعترضه الدماميني بجواز رب رجل صالح لقيت وامرأة مع أنه لا يجوز رب رجلاً صالحاً لقيت ومنع بعضهم الجواز قوله: (لأنه لا يجوز) أي: في الفصيح لما فيه من تعدية القاصر بنفسه. قوله: (وأما قوله تمرون الديار) أي: فإن فيه تعدية مر بنفسه وتمام البيت:

  كلامكم مكمو علي إذا حرامُ

  قوله: (كما مثلنا) راجع لقوله زائداً لأنه مثل بالباء الزائدة ومن الزائدة. قوله: (من دون عدنان) أي: ممن هو أنزل منه من أولاده أي إن لم تجد والداً من ذرية معد ولا من ذرية عدنان الخ. قوله: (ودون معد) عطف على محل دون الأول ويظهر النصب لأن وجد كما يتعدى للمفعول الثاني بنفسه يتعدى له بمن تقول وجدت العلم نافعاً ووجدت الخير من العلم. قوله: (فلتزعك) أي: تمنعك العواذل من الفخر لأن الفخر قاصر على عدنان وقوله فالتزعك وجد بخط المؤلف بفتح الزاي مضبوطاً لأنه يقال وزعته أوزعه وزعاً أي كففته.


٧٢٢ - التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في (ديوانه ص ٢٥٥؛ وأمالي المرتضى ١/ ١٧١؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٥٢، ٩/ ١١٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ١٣١؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٥١؛ والكتاب ١/ ٦٨؛ والمعاني الكبير ص ١٢١١؛ والمقاصد النحوية ١/ ٨؛ والمقتضب ٤/ ١٥٢؛ وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ٣٣٤؛ ورصف المباني ص ٨٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٨٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٦؛ والمحتسب ٢/ ٤٣).

اللغة: العواذل: حوادث الدهر وزواجره. تزعك: تردعك.

المعنى لا يفخرن أحداً بجدوده حتى الأنبياء قضوا وهو إلى ذات المصير.