العطف على معمولى عاملين
  منهم الأعلم - فقالوا: إن ولي المخفوضُ العاطف كالمثالِ جاز، لأنه كذا سُمِع، ولأنَّ فيه تعادل المتعاطفات، وإلا امتنع، نحو: «في الدار زيد وعمرو الحجرة».
  وقد جاءت مواضع يدلُّ ظاهرُها على خلاف قول سيبويه، كقوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ٣ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٤ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الجاثية: ٣ - ٥]، آيات الأولى منصوبة إجماعاً؛ لأنها اسم «أنَّ»، والثانية والثالثة قرأهما الأخَوَانِ بالنصب، والباقون بالرفع، وقد استدل بالقراءتين في {آيَاتٍ} الثالثة على المسألة، أما الرفع فعلى نيابة الواو مناب الابتداء و «في»، وأما النصب فعلى نيابتها مناب «إِنَّ» و «في».
  وأجيب بثلاثة أوجه:
  أحدها: أن «في» مقدّرة؛ فالعمل لها ويؤيده أن في حرف عبد الله التصريح بـ
  قوله: (إن ولي المخفوض العاطف) أي: بأن كان الأول من المعطوفات للأول والثاني للثاني. قوله: (كالمثال) أي: وهو في الدار زيد والحجرة عمرو.
  قوله: (تعادلت المتعاطفات) أي: جاءت على ترتيب واحد. قوله: (تعادلت للتعاطفات) أي: تناسبت أي: من حيث تقدم المجرور في كل من المعطوفات والمعطوف عليها، وقوله: وإلا امتنع أي: لعدم السماع وعدم التعادل. قوله: (وعمرو الحجرة) أي: لأن عمراً راجع لزيد والحجرة عطف على الدار والعامل في الأول الجار وفي الثاني الابتداء. قوله: (في السموات) خبر مقدم وقوله: لآيات اسمها مؤخراً منصوب بالكسرة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. قوله: (وفي خلقكم الخ) لا شاهد فيه لذكر في وقوله: اختلاف الليل الخ حذف فيه في فقيه الشاهد كما يأتي إيضاحه وإنما لم يكن في الثانية شاهد؛ لأنه إذا رفع آيات كان مبتدأ وفي خلقكم خبر وهو عطف جمل وإن نصبت فإن عطف على اسم إن وفي خلقكم على خبر إن فهما معمولا عامل واحد قوله (قرأهما الإخوان) هما حمزة والكسائي. قوله: (فعلى نيابة الخ) هذا يفيد ان الواو عاملة بطريق النيابة وهو قول شاذ قوله: (مناب الابتداء) هو ظاهر أن عطف آيات الثالثة على آيات الثانية المرفوعة على أنها مبتدأ فالعامل في آيات الابتداء وعطف اختلاف على خلقكم والعامل في ففيه العطف على معمولي عاملين.
  قوله: (وأما النصب) أي: بناءً على عطف آيات الثالثة على آيات الأولى والعامل إن وعطف اختلاف على السموات والعامل في ويحتمل أن قوله أما الرفع الخ، أي: بناء على عطف آيات الثالثة على محل آيات الأولى بناءً على أنه لا يشترط المحرز. قوله: (وأجيب) أي: من ظرف سيبويه قوله: (إن في مقدرة) أي: وفي اختلاف الليل فقد عطف في