حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

المسألة الرابعة: فيما يحتمل من الأوجه

صفحة 110 - الجزء 3

  والضمير في قوله تعالى: {أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ}⁣[النحل: ٩٢] مبتدأ، لأن ظهور ما قبله يمنع التوكيد، وتنكيره يمنع الفضل.

  وفي الحديث: «كلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ هُمَا اللَّذَانِ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ» إِن قُدِّر في «يكون» ضمير لـ «كلّ» فـ «أبواه» مبتدأ، وقوله: «هما» إما مبتدأ ثان وخبره «اللذان» والجملة خبر «أبواه»، وإما فضل، وإما بدل من «أبواه» إذا أجزنا إبدال الضمير من الظاهر، و «اللذان» خبر «أبواه»؛ وإن قُدّر «يكون» خالياً من الضمير فـ «أبواه» اسمُ «يكون»، و «هما» مبتدأ أو فَضل أو بدل، وعلى الأول فـ «اللذان» بالألف، وعلى الأخيرين هو بالياء.


  يصح لأن المبدل منه في نية الطرح والمقصود البدل وإذا توافقا فلا معنى لكون الأول غير مقصود دون الثاني. قوله: (واللذان خبر أبواه) أي: الجملة خبر كان.