حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

روابط الجملة بما هي خبر عنه

صفحة 111 - الجزء 3

روابط الجملة بما هي خبر عنه

وهي عشرة:

  أحدها الضمير، وهو الأصل، ولهذا يُرْبَطُ به مذكوراً كـ «زيد ضربته»، ومحذوفاً مرفوعاً، نحو: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}⁣[طه: ٦٣]، إن قدّر «لهما ساحران»، ومنصوباً كقراءة ابن عامر في سورة الحديد {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}⁣[الحديد: ١٠]، ولم يَقْرَأ بذلك في سورة النساء، بل قرأ بنصب «كل» كالجماعة، لأن قبله جملة فعلية وهي {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ}⁣[النساء: ٩٥] فساوى بين الجملتين في الفعلية، بل بَيْنَ الجُمَل، لأن بعده و {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ}⁣[النساء: ٩٥] وهذا مما أغفلُوه، أعني الترجيح باعتبار ما يعطف على الجملة، فإنهم ذكروا رجحانَ النَّصب على الرفع في باب الاشتغال في نحو: «قامَ زيد وعمراً أكرمته» للتناسب، ولم يذكروا مثل ذلك في نحو:

  «زَيْد ضربته وأكرمتُ عمراً» ولا فرق بينهما، وقول أبي النجم [من الرجز]:

  [قَدْ أَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ تَدْعِي ... عَلَيَّ ذَنْبا] كُلَّهُ لَمْ أَصْنع


روابط الجملة بما هي خبر عنه

  قوله: (بما هي خبر عنه) أي: بالمبتدأ حالاً أو في الأصل. قوله: (وكل وعد الله الحسنى) أي: فالتقدير وكل وعده الله الحسنى وحذف الضمير إذا كان المبتدأ فيه كلمة كل متنازع فيه فحكى ابن مالك في التسهيل الإجماع على مع حذفه ونقل غيره أن مذهب البصريين المنع ونص ابن عصفور على شذوذ قراءة ابن عامر وسلك الأدب ابن أبي الربيع فقال جاء في الشعر وفي قليل من الكلام كقراءة ابن عامر وحكى الصفار عن الكسائي والفراء إجازة ذلك اهـ. دماميني. قوله: (وهذا) أي: الترجيح باعتبار ما يعطف على الجملة مما أغفلوه أي لأنهم إنما تكلموا على الترجيح باعتبار ما عطفت عليه الجملة. قوله: (ولم يذكروا مثل ذلك الخ) أي: لم يقولوا بترجيح النصب على الرفع في نحو زيد ضربته وأكرمت عمراً للتناسب قوله: (ولا فرق) أي: والحال أنه لا فرق بين المثال الأول والثاني في أن النصب في كل منهما يؤدي لعطف فعلية على فعلية. قوله: (وقول أبي النجم) عطف على قراءة ابن عامر وصدره:

  قد أصبحت أُم الخيار تدعي

  علي ذنباً كله الخ فكله مبتدأ وجملة لم أصنع خبره والرابط محذوف وهو الضمير