روابط الجملة بما هي خبر عنه
  ولو نصب «كل» على التوكيد لم يصح؛ لأن «ذنباً» نكرة، أو على المفعولية كان فاسداً معنى، لما بيناه في فصل «كل»، وضعيفاً صناعة، لأن حق «كل» متصلة بالضمير أن لا تُستعمل إلا توكيداً أو مبتدأ، نحو: {إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}[آل عمران: ١٥٤] قُرئ بالنصب والرفع؛ وقراءة جماعة {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}[المائدة: ٥٠] بالرفع، و مجروراً، نحو: «السَّمْنُ مَنَوانِ بِدِرْهَم» أي منه؛ وقول امرأة: «زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أَرْنَ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبِ» إذا لم نقل إن «أل» نائبة عن الضمير؛ وقوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣}[الشورى: ٤٣] أي: إن ذلك منه، ولا بُدَّ من هذا
  الواقع مفعولاً أي لم أصنعه قوله: (لأن ذنباً نكرة) أي: غير محدودة وهي لا يجوز توكيدها باتفاق بخلاف المحدودة فأجازه الكوفيون دون البصريين نحو صمت شهراً كله. قوله: (كان فاسداً) وذلك لأن نصب كل يقتضي دخولها في حين النفي فيتوجه النفي حينئذ للشمول خاصة ويفيد بطريق المفهوم ثبوت الفعل لبعض الأفراد فيكون أبو النجم على هذا التقدير معترفاً ببعض الذنوب التي ادعتها أم الخيار عليه وليس الغرض ذلك. قوله: (في فصل كل) هذه النسخة الصواب وفي بعض النسخ في فصل لو وهي غير الصواب لأنه لم يبين شيئاً من ذلك في الكلام على لو قوله: (إلا توكيداً أو مبتدأ) أي: هنا لا يصح التوكيد لما قاله ولا مفعولاً لفساد المعنى كما قاله ولضعفه صناعة فتعين الرفع على أنه مبتدأ اهـ تقرير دردير قوله: (كله) توكيد إن قرئ بالنصب ومبتدأ على قراءته بالرفع. قوله: (أفحكم) مبتدأ ويبغون خير. قوله: (ومجروراً) عطف على قوله سابقاً مرفوعاً ومنصوباً. قوله: (أي منه) أي: منوان كائنان منه بدرهم فالسمن مبتدأ أول ومنوان مبتدأ ثان وبدرهم خبر الثاني والجملة خبر الأول والرابط محذوف وهو الضمير المجرور الكائن الصفة المحذوفة المسوغة للابتداء بالنكرة وهو المبتدأ الثاني. قوله: (وقول امرأة) بالجر عطفاً على السمن وهذه المرأة إحدى النساء اللاتي اجتمعن وتعاقدن على أن يصفن أزواجهن بحضرة النبي ﷺ وهن إحدى عشرة امرأة ويعرف هذا الحديث بحديث أم زرع والأرنب واحد الأرانب دابة معروفة وهذا اللفظ قيل يطلق على الذكر والأنثى وقيل إنما يطلق على الأنثى ويقال لذكرها خزز بمعجمات على وزن صرد والزرنب بزاي فراء فنون فباء موحدة نبت طيب الرائحة وقيل شجر طيب الرائحة تريد أن زوجها كالأرنب في نعومة الجسد ولينه وكالزرنب في طيب الرائحة.
  قوله: (زوجي) مبتدأ أول والمس مبتدأ ثان وهو وقوله مس أرنب خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر الأول والرابط محذوف أي المس منه مس أرنب، وكذا يقال في زوجي الريح ريح زرنب. قوله: (نائبة عن الضمير) أي: وإلا فهي الرابط. قوله: (ولمن صبر) اللام لام الابتداء ومن موصولة مبتدأ والجملة إن ذلك لمن عزم الأمور خبر والرابط محذوف أي أن ذلك منه قوله: أي أن ذلك منه هذا بناءً على أن الإشارة للصبر المأخوذ من صبر والغفران ويحتمل أن الإشارة لمن والأصل من ذوي عزم الأمور وعلى