حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والرابع: إعادته بمعناه

صفحة 116 - الجزء 3

  {الْحَاقَّةُ ١ مَا الْحَاقَّةُ ٢}⁣[الحاقة: ١ - ٢]، {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ٢٧}⁣[الواقعة: ٢٧ - ٢٨] وقال [من الخفيف]:

  ٧٤٢ - لا أَرَى المَوْتَ يَسْبِقُ المَوْتَ شَيْءٌ ... نَغْصَ المَوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرًا

  والرابع: إعادته بمعناه، نحو: «زَيْدٌ جاءني أبو عبد الله» إذا كانَ أبو عبد الله كُنْيَةً له، أجازه أبو الحسن مستدلاً بـ بنحو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ١٧٠}⁣[الأعراف: ١٧٠]، وأجيب بمنع كون «الذين» مبتدأ، بل هو مجرور بالعطف على {الَّذِينَ يَتَّقُونَ}، ولئن سُلّم فالرابط العموم، لأن المصلحين أعم من المذكورين، أو ضمير محذوف أي: منهم، وقال الحوفي: الخبر محذوف أي: مأجُورُونَ؛ والجملة دليله.


  سيبويه في الشعر بشرط أن يكون بلفظ الأول وعند الأخفش يجوز في الشعر وغيره، وإن لم يكن بلفظ الأول نحو زيد ما زيد وزيد قام أبو طاهر إذا كان أبو طاهر كنية زيد، كذا في عباب اللباب اهـ دماميني قوله: (يسبق) في نسخة يشبه. قوله: (يسبق الموت شيء) الجملة مفعول ثاني وهي خبر بحسب الأصل والرابط إعادة المبتدأ بلفظه. قوله: (نغص) من التنغيص وهو التكدير قوله: (إعادته) أي: المبتدأ قوله: (كنية له) أي: لزيد. قوله: (أجازه أبو الحسن) أي: ومنعه غيره.

  قوله: (والذين يمسكون بالكتاب) الذين مبتدأ وجملة إنا لا نضيع أجر المصلحين خبر والرابط إعادة المبتدأ بمعناه لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب. قوله: (وأجيب) أي: من طرف المانعين للربط بإعادة المبتدأ بمعناه قوله: (على الذين يتقون) أي: من قوله تعالى: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٦٩}⁣[الأنعام: ٣٢] قوله: (ولئن سلم) أي: أنه مبتدأ قوله: (أو ضمير محذوف أي منهم) يفيد أن المصلحين أخص فينا في ما ذكره أولاً من عمومه ويمكن الجمع بينه وبين الأول بالعموم الوجهي وبعد هذا فيرد على الثاني أن الذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة لا ينقسمون إلى مصلحين وغير مصلحين حتى يقال لا نضيع أجر المصلحين منهم اللهم إلا أن تجعل من المحذوفة بيانية لا تبعيضية. قوله: (والجملة) أي: جملة إنا لا نضيع أجر المصلحين. قوله: (دليل) أي:


٧٤٢ - التخريج: البيت لعدي بن زيد في (ديوانه ص ٦٥؛ والأشباه والنظائر ٨/ ٣٠؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٧٨، ٣٧٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٦، ١١٨؛ ولسوادة بن عدي في شرح أبيات سيبويه ١/ ١٢٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٦؛ والكتاب ١/ ٦٢؛ ولسوادة أو لعدي في لسان العرب ٧/ ٩٩ (نغص)؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ١٥٣، ٢٨٦، ٢/ ٨٢٩؛ وخزانة الأدب ٦/ ٩٠، ١١/ ٣٦٦؛ والخصائص ٣/ ٥٣).

المعنى: لا شيء يسبق الموت، ولا شيء يرده فهو يقض مضجع الفقير والغني على حد سواء.