حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الخامس: المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه

صفحة 127 - الجزء 3

  ٧٤٨ - نَصَفَ النّهَارَ المَاءُ غَامِرُهُ ... وَرَفِيقُهُ بِالْغَيْبِ لا يَدْرِي

  الخامس: المفسرة لعامل الاسم المُشْتَغَلِ عنه، نحو: «زيداً ضربته، أو ضربت أخاه، أو عمراً وأخاه، أو عمراً أخاه» إذا قدرت الأخ بياناً، فإِن قَدَّرْتَهُ بَدَلاً لم يصح نصب الاسم على الاشتغال ولا رفعه على الابتداء، وكذا لو عطفت بغير الواو، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ}⁣[محمد: ٨]، «الذين»: مبتدأ، و «تعساً»: مصدر لفعل محذوف هو الخبر، ولا يكون الذين منصوباً بمحذوف يفسره «تعساً» كما


  عائد على الغائص فاحتيج لتقدير الواو قوله: (الماء غامرة) أي: والماء غامرة واعترض بأن الربط يحصل بالواو وبالضمير فحيث لا واو ولا ضمير يقدر أحدهما وكل من المثال والبيت يحتمل الواو والضمير فيحتمل وقفيز بدرهم ويحتمل قفيز منه بدرهم وكذلك يحتمل البيت والماء غامرة ويحتمل الماء غامرة فيه فتخصيص المصنف المثال بحذف الضمير والبيت بحذف الواو تحكم.

  قوله: (المشتغل عنه) أي: بالعمل في ضميره أو بالعمل في سببيه أي المضاف لضميره فالأول نحو زيداً ضربته أي ضربت زيداً ضربته والثاني زيداً ضربت أخاه أي أهنت زيداً ضربت أخاه. قوله: (أو عمراً وأخاه) أي: زيداً ضربت عمراً وأخاه لأن الواو تجمع المفردات فكان الضمير واقع في الجملة المفسرة، وقوله إذا قدرت الخ راجع لقوله أو عمراً أخاه قوله: (لم يصح نصب الاسم على الاشتغال) أي: لعدم اشتمال الجملة المفسرة على ضمير الاسم المشتغل عنه، وقوله ولا رفعه على الابتداء أي لعدم اشتمال الجملة الواقعة خبراً على رابط يربطها بالمبتدأ قوله: (لم يصح نصب الخ) أي: بناء على القول الصحيح أن البدل على نية تكرار العامل وأما لو قيل أن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه جاز أيضاً. قوله: (وكذا لو عطف) أي: وكذا يمتنع الرفع والنصب لو عطفت الخ. قوله: (بغير الواو) أي: كالفاء لأنها لا تجمع المفردات بخلاف الواو نحو زيداً ضربت عمراً فأخاه قوله: (الذين مبتدأ) أي: الذين فيه مبتدأ وهذا خبر قوله. قوله: (الفعل محذوف هو الخبر) أي: والفاء في قوله فتعساً داخلة على الخبر المحذوف أي فأتعسهم الله، وإنما دخلت الفاء في خبر الموصوف مع كون صلته ماضوية لكونه أشبه الشرط لكن هذا قليل والكثير فيما إذا كانت الصلة مضارعية، وأما لو كانت الصلة جملة اسمية فلا يجوز قرن الخبر بالفاء فلا تقول الذين أبوهم قائم فأكرمتهم والرابط في الآية الضمير في الفعل المحذوف.

  قوله: (ولا يكون الذين منصوباً بمحذوف الخ) أي: فليس من باب الاشتغال. قوله:


٧٤٨ - التخريج البيت للمسيب بن علس في (أدب الكاتب ص ٣٥٩؛ وإصلاح المنطق ص ٢٤١، ٢٥٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٨؛ ولسان العرب ٩/ ٣٣١ (نصف)؛ وللأعشى في جمهرة اللغة ص ١٢٦٢؛ وخزانة الأدب ٣/ ٢٣٣، ٢٣٥، ٢٣٦؛ والدرر ٤/ ١٧؛ وبلا نسبة في =