٧٤٩ - لَقَدْ كَانَ فِي حَوْلٍ ثَوَاءِ ثَوَيْتُهُ ... تَقَضَى لُبَانَاتٍ وَيَسْأَمَ سَائِمُ

  أي: ثويته فيه، فالهاء من «ثويته» مفعول مطلق، وهي ضمير التواء، لأن الجملة صفته، والهاء رابط الصفة، والضمير المقدَّر رابط للبدل - وهو ثواء - بالمبدل منه وهو «حول»، وزعم ابن سيده أنه يجوز كون الهاء في «ثويته» للحول على الاتساع في ضمير الظرف بحذف كلمة «في»، وليس بشيء، لخلوّ الصفة حينئذ من ضمير الموصوف، ولاشتراط الرابط في بدل البعض وجب في نحو قولك: «مَرَرتُ بثلاثة

  أي أو خلفه. قوله: (ثواء) بالمثلثة أي لقد كان في إقامة حول أقمتها تقضي الخ فثواء بدل اشتمال من حول، وقوله ثويته جملة فعلية صفة لقوله ثواء وفيها الرابط لها بالموصوف. قوله: (تقضي) اسم كان أي فراغ لبانات أي حاجات. قوله: (ويسأم) منصوب بأن مضمرة جوازاً وهي مع صلتها مؤولة بمصدر معطوف على المصدر المذكور أي تقتضي لبانات وسامة سائم. قوله: (للحول) أي: والأصل ثويت فيه ثم حذف الجار فاتصل الضمير بالفعل أي ثويته وقوله للحول أي فهي رابطة للبدل وليس الرابط مقدراً.

  قوله: (وليس بشيء) الأولى أن فيه تكلفاً وإلا فهو صحيح لأن الرابط تقديري كافٍ إذ لا فرق بينه وبين البدل وإلا لكان أيضاً كلامه لا لأنه أيضاً يقدر ضميراً للبدل وابن يصح سيده يقدر للصفة رابطاً نعم ابن سيده يلزمه تكلف حذف الجار وخلو الصفة. قوله: (وليس بشيء لخلو الصفة حينئذ من ضمير الموصوف) إن أراد خلوها من لفظاً الضمير تقديراً فممنوع وإن أراد خلوها لفظاً فمسلم ولا يضر والحاصل أن في البيت موصوفاً ومبدلاً منه بدل اشتمال وكل منهما يحتاج إلى ضمير وليس في البيت إلا ضمير واحد فإن قدر رابطاً للصفة احتيج إلى تقدير ضمير آخر يربط البدل أي ثويته كما فعل المصنف، وإن قدر رابطاً للبدل احتيج إلى ضمير آخر يربط الصفة أي ثويته إياه فالمتصل يعود للحول والمنفصل يعود للثواء غير أن تقدير المصنف أولى من هذا التقدير الذي رآه ابن سيده لسلامته من الاتساع الذي هو خلاف الأصل، هذا إن قلنا أن الجار والمجرور حذفا معاً وإن قلنا على التدريج فالاتساع لازم على تقدير المصنف أيضاً. قوله: (وجب القطع) لمحل ذلك إذا لم تستوف أفراد المجمل أما إن نويت استيفاء أفراده بحذف معطوف أو استوفيت أفراده بذكرها بعد فإنه يجوز البدل ويكون بدل مفصل من مجمل ويحتاج إلى رابط.

٧٤٩ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١٢٧؛ والأغاني ٢/ ٢٠٦؛ والرد على النحاة ص ١٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٩؛ والكتاب ٣/ ٣٨؛ والمقتضب ١/ ٢٧، ٢/ ٢٦، ٤/ ٢٩٧؛ ٤٢٣؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٩٩؛ ورصف المباني ص ٤٢٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٩٠؛ وشرح المفصل ٣/ ٦٥).

اللغة الحول العام. قضى طلبه ناله لبانات حاجات. ثواء: مقام.

المعنى: لقد مر عام أقمت بينهم فيه حصلت فيه حاجات وأمور كثيرة.