حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثامن: معمول الصفة المشبهة

صفحة 131 - الجزء 3

  زيد وعمرو» القطع بتقدير منهم، لأنه لو أتبع لكان بدل بعض من غير ضمير.

  تنبيه - إنما لم يحتج بدل الكل إلى رابط لأنه نفس المُبدل منه في المعنى، كما أن الجملة التي هي نفس المبتدأ لا تحتاج إلى رابط لذلك.

  الثامن: معمولُ الصفة المشبهة، ولا يربطه أيضاً إلا الضمير: إما ملفوظاً به، نحو: «زَيْدٌ حَسَنٌ وَجْهَهُ» أو «وجهاً منه»، أو مقدّراً، نحو: «زَيْدٌ حَسَنٌ وَجْهَا» أي: منه؛ واختلف في نحو: «زَيْدٌ حَسَنُ الوَجْهُ» بالرفع؛ فقيل: التقدير منه. وقيل: «أل» خَلَف عن الضمير وقال تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ٤٩ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}⁣[ص: ٤٩ - ٥٠] «جناتِ» بدل أو بيان؛ والثاني يمنعه البصريون؛ لأنه لا يجوز عندهم أن يقع عطفُ البيان في النكرات؛ وقول الزمخشري إنه معرفة لأنَّ «عَدْنا» عَلَم على الإقامة بدليل {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ}⁣[مريم: ٦١] لو صح تعينت البدلية بالاتفاق، إذ لا تُبيِّن المعرفة النكرة، ولكن قوله ممنوع، وإنما «عدن»


  مصدرُ قوله: (القطع) فاعل وجب. قوله: (بتقدير منهم) أي: أنه خبر وقد يقال بصحة البدل ويقدر منهم رابطاً والرابط كما يكون مذكوراً يكون مقدراً. قوله: (لا تحتاج إلى رابط) أي: زائد عن ذات الجملة قوله: (إلا الضمير) أي: العائد على الموصوف بالصفة المشبهة. قوله: (وجهه) فاعل بحسن وقوله أو وجهاً نصب على التشبيه بالمفعول به. قوله: (بالرفع) أما بالنصب أو الجر نحو حسن الوجه أو الوجه فإنه حينئذ لا يفتقر إلى رابط لوجود الضمير في الصفة والحاصل أن الصفة إن وجد فيها ضمير كفي وإلا لا بد من كونه في معمولها ولكن فيه أنه يرد حسن وجهاً فإن في الصفة ضميراً مع أنهم قدروا الضمير في معمولها تأمل قوله: (خلف عن الضمير) أي: وهو مذهب الكوفيين وعلى هذا فقوله إلا الضمير أي أو خلفه قوله: (لحسن مآب) أي لمآب حسن. قوله: (بدل) أي: من حسن مآب ولا شك أن البدل يقع في النكرات وقوله أبي بيان أي على الراجح أن البيان كالنعت مخصص في المعارف وموضح في النكرات وأما على قول البصريين أن البيان إنما يكون مخصصاً فلا يصح أن يكون بياناً. قوله: (والثاني يمنعه البصريون الخ) قالوا النكرة غير مبينة في ذاتها فلا تبين غيرها وجوابه أن النكرات تتفاوت فتبين بما كان واضحاً منها فتبين به غير الواضح قال تعالى: {مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦}⁣[إبراهيم: ١٦]. قوله: (إنه معرفة) أي: ان جنات معرفة لإضافته إلى عدن الذي هو معرفة قوله: (لأنه عدنا) أي: الذي أضيف إليه. قوله: (علم على الإقامة) أي: فهو علم جنس للمعنى كسبحان وبرة والمضاف للعلم معرفة قوله: (بدليل الخ) وجه الدليل أنه وصف جنات عدن بالاسم الموصوف الذي هو معرفة فيفيد أنه معرفة إذ لا يوصف بالمعرفة إلا المعرفة. قوله: (لو صح) خبر عن قوله وقول الزمخشري قوله: (إذ لا تبين الخ) أي: بل لا بد من التوافق في التعريف والتنكير قوله: (ولكن قوله) أي: الزمخشري ممنوع استدراك على قوله لو