السادس: تأنيث المذكر
  ٧٥٥ - ومَا حُبُّ الدِّيارِ شَغَفْنَ قَلْبِي ... [وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا]
  وأنشد سيبويه [من الطويل]:
  ٧٥٦ - وَتَشْرَقُ بِالْقَوْلِ الَّذِي قَدْ أَذَعْتَهُ ... كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ الْقَنَاةِ مِنَ الدَّمِ
  وإلى هذا البيت يُشير ابن حَزْم الظاهري في قوله [من الطويل]:
  ٧٥٧ - تَجَنَّبْ صَدِيقاً مِثْلَ مَا، وَاحْذَرِ الَّذِي ... يَكُونُ كَعَمْرٍو بَيْنَ عُرْبٍ وَأَعْجَمِ
  فَإِن صَدِيقَ السُّوءِ يُزْرِي، وَشَاهِدِي ... كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّم
  قوله: (شغفن) أي: فلم يقل شغف الحب لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه وهو الديار وتمام البيت:
  ولكن حب من سكن الديارا
  وقبله:
  أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
  قوله: (وتشرق الخ) البيت للأعشى يصف رجلاً بإفشاء السر وقبله:
  فلو كنت في جب ثمانين قامة ... ورقيت أسباب السماء بسلم
  ليستدرجنك القول حتى تهره ... وتعلم أني لست عنك بمفحم
  قوله: (وتشرق) أي: تغص بالقول الذي فشيته كما أن صدر القناة يغص بجمود الدم الذي عليها. قوله: (شرقت) بكسر الراء أي كما غصت صدر القناة أي الرمح من الدم والشاهد في شرقت فلم يقل شرق أي الصدر لإضافة الصدر للقناة. قوله: (صدر القناة) أي: أن صدري الذي هو مذكر لما أضيف للقناة التي هي مؤنثة حسنة واكتسب التأنيث
٧٥٥ - التخريج: البيت للمجنون في (ديوانه ص ١٣١؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٢٧، ٣٨١؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٦٩).
اللغة: الشغف في الأدب ذروة الحب، وفي العلم هو قشرة شفافة تغلف القلب.
المعنى: أنا لا أحب الديار من بيوت وطرق وغيرها، بل أحب من يعيش فيها.
٧٥٦ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١٧٣؛ والأزهية ص ٢٣٨؛ والأشباه والنظائر ٥/ ٢٥٥؛ وخزانة الأدب ٥/ ١٠٦؛ والدرر ٥/ ١٩؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٤؛ والكتاب ١/ ٥٢؛ ولسان العرب ٤/ ٤٤٦ (صدر)، ١٠/ ١٧٨ (شرق)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٧٨؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٠٥؛ والخصائص ٢/ ٤١٧؛ والمقتضب ٤/ ١٩٧، ١٩٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٤٩).
اللغة: شرق: غص. القناة: الرمح. أذاع: فضح وأفشى.
المعنى: إنك غير مستودع للسر، كالرمح لا يستطيع حفظ الدماء التي عليه.
٧٥٧ - أوردها فقط لما تضمنته من إشارة إلى البيت السابق.