حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والعاشر: الإعراب

صفحة 149 - الجزء 3

  ٧٥٨ - عَلَيْكَ بِأَرْبَابِ الصُّدُورِ، فَمَنْ غَدًا ... مُضافاً لأَرْبَابِ الصُّدُورِ تَصَدَّرَا

  وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى صَحَابَةً نَاقِص ... فَتَتَحَطْ قَدْراً مِنْ عُلاكَ وَتُحْقرَا

  فَرَفْعُ أَبُو مَنْ ثم خَفَضُ مُزَمَلٍ ... يُبَيِّنُ قَوْلِي مُغْرِيا وَمُحَذْرَا

  والإشارة بقوله: «ثم خفض مُزَمَّل» إلى قول امرئ القيس [من الطويل]:

  ٧٥٩ - كانَ أَبَاناً فِي عَرَانِين وَبُلِهِ ... كَبِيرُ أناس في بِجَادِ مُزَمَّلِ

  وذلك أن «مُزَمَّلِ» صفة لـ «كبير»، فكان حقه الرفع، ولكنه خفض لمجاورته المخفوض.

  والعاشر: الإعراب، نحو: «هَذِهِ خَمْسَةُ عَشْرِ زَيْدِ» فيمن أعربه، والأكثر البناء.

والحادي عشر: البناء، وذلك في ثلاثة أبواب:

  أحدها: أن يكون المضاف مبهماً كـ «غير» و «مثل» و «دون»، وقد استدل على


  قولي مغرياً ومحذراً قوله: (مغرياً) أي: في قوله عليك بأرباب الخ وقوله ومحذراً أي في قوله وإياك أن ترضى الخ. قوله: (أبانا) هو جبل ويروى ثبيرا وهو جبل بمكة، وقوله عرانين جمع عرنين معظم الأنف أو كله شبه به أول المطر لتقدمه على بقية الوجه واستعارة له، وقوله وبله أي مطره أي كأن هذا الجيل ملفوف في بجاد أي كساء مخطط حال نزول المطر عليه أي كأنه بين الجبال حال نزول المطر كبير أناس ملفوف في بجاد أي كساء. قوله: (الإعراب) أي: إذا كان المضاف إليه معرباً هذا كلامه وفيه أن أرباب هذه اللغة يقولون المضاف ولو كان مضافاً لمبني نحو خمسة عشرك فالموجب لإعراب المضاف الإضافة لا المضاف إليه كما هو ظاهر كلامه لأن الموضوع أن المضاف إليه موصوف بوصف فيكتسبه المضاف من المضاف إليه بسبب الإضافة قوله: (هذه خمسة عشر زيد) أي: فلما أضاف عشر لزيد المعرب أعرب عشر ورفع مع أنه مبني على الفتح، وأما خمسة فهي على حالها مبنية على الفتح.

  قوله: (البناء) أي: إذا كان المضاف إليه مبنياً. قوله: (مبهماً) أي: وغير اسم زمان


٧٥٨ - أورد الأبيات فقط للإشارة إلى البيت الثاني.

٧٥٩ - التخريج: البيت الامرئ القيس في (ديوانه ص ٢٥؛ وتذكرة النحاة ص ٣٠٨، ٣٤٦؛ وخزانة الأدب ٥/ ٩٨، ٩٩، ١٠٠، ١٠٢، ٩/ ٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٨٣؛ ولسان العرب ١٠/ ٢٥٥ (عقق)، ١١/ ٣١١ (زمل)، ١٢/ ١٧٧ (خزم)، ١٣/ ٦ (ابن)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٠؛ والمحتسب ٢/ ١٣٥).

اللغة: أبان: اسم جبل بمكة عرانين: أنوف «مقدمات الوجوه» وبله وابله، مطره. البجاد: كساء من صوف الإبل. المزمل: الملفوف.

المعنى: كأن الجبل وقد لامسته أنوف السحاب يشبه شيخاً ملتفاً بكسائه الصوفي.