الثالث عشر: أن يكون رباعيا مزيدا فيه
  عَنْهُمْ}[الكهف: ٢٨]، {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}[النور: ٦٣]، {أَذَاعُوا بِهِ}[النساء: ٨٣]، {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}[الأحقاف: ١٥]، {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى}[الصافات: ٨]، وقولهم: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمده»، وقوله [من الطويل]:
  ٧٦٩ - [وَإِنْ تَعْتَذِرُ بِالْمَحْلِ مِنْ ذِي ضُرُوعِهَا ... إِلَى الضَّيْف] يَجْرَحْ فِي عَرَاقِيبِهَا نَصْلِي
  فإنها ضُمنت معنى و «لا تَنْبُ»، و «يَخْرُجُون»، و «تحدثوا»، و «بارك»، و «لا يُضعون»، و «استجاب»، و «يَعِثْ» أو «يُفْسِد».
  والستة الباقية أن يدل على سَجِية كـ «الؤُمَ»، و «جَبُن»، و «شَجُعَ»، أو على عَرَضِ كـ «فرح» و «بَطِرَ»، و «أشِرَ»، و «حَزِنَ»، و «كَسِلَ»، أو على نظافة كـ «طَهُرَ» و «وَضُوَّ»، أو دنس كـ «نَجِسَ»، و «رَجس» و «أجنَبَ»، أو على لون كـ «احْمَرَّ»، و «أَخْضَرَّ»
  قوله: (أذاعوا به) أي: فأذاعوا متعد تقول أذعت الحديث أي أفشيته فضمن معنى تحدث وهو لازم يؤتى بالباء في صلته، وكذا سمع أصلح متعد تقول أصلح الله حاله فضمن معنى بارك وهو لازم يوصل بفي قال تعالى وبارك فيها وكذا سمع متعد نحو حتى يسمع كلام الله وصغا لازم بمعنى مال يوصل بإلى تقول صغوت إلى فلان أي ملت إليه. قوله: (يجرح في عراقيبها الخ) الضمير للناقة والفعل متعد لأنك تقول جرحت عرقوبه وهذا شطر بيت وصدره:
  وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها
  إلى الضيف يجرح الخ. قوله: (فإنها) أي: هذه الأفعال وقد رجح لها الأمور المضمنة لها على سبيل النشر المرتب بعد اللف. قوله: (مغني ولا تنب) أي: فعدا متعد بمعنى جاوز تقول عدا فلان طوره أي جاوزه وتنب لازم بمعنى تتجاف وتتبا عد، وكذا يخالفون عن أمره فإن خالف متعد تقول خالفت أمر فلان أي ارتكبت خلافه وخرج لازم فدخل عن في صلته. وهكذا قوله: (وبعث أو يفسد) راجعان ليجرح فكل من يفسد ويعث يتعدى بفي يقال عاث الذئب في الغنم ولا تفسدوا في الأرض. قوله: (أن تدل على سجية) هذا أخص من الأول وهو كون الفعل على زنة فعل لأنه يدل على السجايا وما شابهها وحيث كان ما تقدم أعم فيستغني به عما ههنا قوله: (أو دنس) أي: ما يزول
٧٦٩ - التخريج: البيت لذي الرمة في (ديوانه. ص ١٥٦؛ وأساس البلاغة ص ٢٩٦ (عذر)؛ وخزانة الأدب ٢/ ١٢٨؛ وشرح المفصل ٢/ ٣٩؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٢٥١؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٣٣).
اللغة: تعتذر: تلتمس الحجج. المحل: القحط. الضرع ثدي الشاة العرقوب: العصب بين الكاحل والعقب، ويكون غليظاً.
المعنى: إذا التمست الإبل عندي الحجة لقلة اللبن للضيف فإني جاعلها طعاماً له.