الثالث عشر: أن يكون رباعيا مزيدا فيه
  فإن قلت: قد مضى عَدُ «انْفَعَل».
  قلت: نعم، لكن تلك علامة لفظية وهذه معنوية، وأيضاً فالمطاوع لا يلزم وَزْنُ «انْفَعَل»، تقول: «ضاعفتُ الحسنات فتضاعَفَتْ»، و «علمته فتعلم»، و «ثلمته فتثلم»، وأصله أن المطاوع ينقص عن المطاوع درجة كـ «ألبَسْتُهُ الثوبَ فَلبسه»، و «أقمته فَقَامَ»؛ وزعم ابن برّي أن الفعل ومطاوعه قد يَتَّفِقان في التعدي لاثنين، نحو: «استَخْبَرْتُهُ الخَبَرَ فَأَخْبَرَنِي الخَبَر»، و «استفهمته الحديث فأفهمني الحديث»، و «استَعْطَيْتُهُ دِرْهَماً فأعطاني درهماً»؛ وفي التعدّي لواحد، نحو: «استَفْتَيْتُهُ فَأَفْتَاني»، و «اسْتَنْصَحْتُهُ فَنَصَحنِي»؛ والصواب ما قدمته لك، وهو قول النحويين، وما ذكره ليس من باب المطاوعة، بل من باب الطلب والإجابة، وإنما حقيقة المطاوعة أن يدل أحَدُ الفعلين على تأثير ويدل الآخر على قبول فاعله لذلك التأثير.
  الثالث عشر: أن يكون رباعيا مَزيداً فيه نحو «تَدَحْرَجَ»، و «احْرَنْجَمَ» و «اقْشَعَرَّ» و «اطْمَأَنَّ».
  الرابع عشر: أن يُضَمَّن معنى فِعْل قاصر نحو قوله تعالى: {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
  ذلك الفعل أثر فعل الفاعل الأول وأثر فعله هو الانكسار قوله: (قد مضى عد انفعل) أي: وحينئذ فيستغنى به عن المطاوع لأن المطاوع على وزن الفعل. قوله: (تلك) أي: كونه على وزن الفعل قوله: (فتثلم) ويصح) يقال فانثلم لكن يكون على وزن انفعل. قوله: (وأصله) أي: وسبب ذلك وعلته أي كون المطاوع لازماً.
  قوله: (إن المطاوع) أي: بالكسر وقوله ينقص عن المطاوع بالفتح درجة فإن كان المطاوع بالفتح متعدياً لاثنين كان مطاوعه متعدياً، لواحد وإن كان المطاوع بالفتح متعدياً لواحد كان مطاوعه لازماً كما مثل الشارح لذلك. قوله: (قد يتفقان في التعدي لاثنين) أي: وقول النحاة لا بد أن ينقص عنه درجة لا يسلم هذا كلامه. قوله: (فنصحني) أي: فالباء مفعول والهاء في الأول مفعول قوله: (والإجابة) أي والإجابة مثل الطلب في التعدي. قوله: (وإنما حقيقة الخ) أي: وما ذكره من قوله استعطيته درهماً الخ وما معه لا يصدق عليه هذا قوله: (أن يدل أحد الفعلين الخ) أي: فقولك كسرت الحجر الفعل دل على تأثير في شيء كالحجر وقولك فانكسر دل الفعل على قبول الحجر لذلك التأثير أعني الانكسار وكان عليه أن يزيد قيداً ويقول مع التوافق في الاشتقاق فخرج نحو ضربته فتألم لأنه وإن صدق عليه ما قاله لكنه ليس موافقاً في الاشتقاق قوله: (رباعياً) هذا أعم من افعنلل لوجود هذا في المطاوعة وغيرها قوله: (تدحرج) على وزن تفعلل واحرنجم على وزن افعنلل وما بعده على وزن افعلل قوله: (أن يضمن) أي: الفعل المتعدي.