الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها]
[الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها]
وهي عشرة:
  الجهة الأولى: أن يُراعي ما يقتضيه ظاهِرُ الصناعة ولا يُراعي المعنى، وكثيراً ما تزل الأقدام بسبب ذلك.
  وأول واجب على المعرب أن يفهم معنى ما يعربه، مفرداً أو مركباً، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور على القول بأنه من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه.
  ولقد حكي لي أن بعض مشايخ الإقراء أعرب لتلميذ له بيتَ المُفصَّل [من السريع]:
  ٧٧٥ - لا يُبْعِد الله التلبب والغَارات ... إذ قال الخميس: نَعَمْ
  الباب الخامس من الكتاب
  قوله: (من جهتها) أي: من سببها أي بسببها وقوله يدخل الاعتراض أي موجب الاعتراض كذا حرر والظاهر أنه لا حاجة لأن العرب مثلاً إذا راعى ظاهر الصناعة ولم يراع المعنى دخل الاعتراض تأمل كاتبه قوله: (ما تزل الأقدام) أي: ما تزلق الأقدام وكنى بهذا الخطأ. قوله: (بسبب ذلك) أي: بسبب مراعاة يقتضيه ظاهر الصناعة وعدم مراعاة المعنى قوله: (أن يفهم معنى ما يعربه) أي: ما يريد إعرابه. قوله: (ان بعض مشايخ الأقراء) وفي نسخة المشايخ القراء قوله: (الأقراء) أي: الذين يقرؤون الناس، وقوله بيت المفصل أي البيت الذي استدل به في المفصل على جواز حذف المبتدأ أو إبقاء خبره فأعربه في هذا الشيخ وقال لا نافية ويبعد فعل مضارع والله فاعل والتلبب مفعول والغارات عطف عليه، وإذ ظرف والخميس فاعل قال ونعم حرف فلم يوجد حينئذ في البيت خبر عن المبتدأ الذي حذف كما هو محل الاستشهاد والحق أن نعم اسم خبر لمبتدأ محذوف أي هذه نعم، وقوله الخميس اسم للجيش لأنه خمسة أقسام مقدمة للجيش وهي الطائفة المتقدمة منه وساقة وهي الجماعة المتأخرة منه وقلب وهي الطائفة التي في الوسط وميمنة هي الطائفة التي جهة اليمين والميسرة وهي الطائفة اليسرى ويقال لهما جناحان والكل يسمى خميساً وجيشاً قوله: (لا يبعد الله التلبب الخ) البيت للمرقش الأكبر وهو عمرو بن
٧٧٥ - التخريج: البيت للمرقش الأكبر في (إصلاح المنطق ص ٦٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٨٩؛ وشرح المفصل ١/ ٩٤؛ ولسان العرب ١٢/ ٤٢٧ (عمم)، ١٥/ ٣١٦ (ندي)).
اللغة: لا يبعد الله: ليحفظ الله. التلبب: لبس الدرع والسلاح الخميس: الجيش. نعم: مفرد أنعام. =