الجهة السادسة
  ٨١٥ - وَقَدْ جَعَلْتُ إِذَا مَا قُمْتُ يُثقِلُني ... ثَوْبِي، فَأَنْهَضُ نَهْضَ الشَّارِبِ الثّمِلِ
  فـ «ثوبي»: بدل اشتمال من تاء «جَعَلْتُ»، لا فاعل «يثقلني».
  ومن الوهم في الثاني قول أبي البقاء في {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣}[الكوثر: ٣] إنه يجوز كون «هو» توكيداً وقد مضى، وقولُ الزمخشري في قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ}[المائدة: ١١٧] إذا قدرت «أنْ» مصدرية، وأنها وصلَتَهَا عطف بيان على الهاء، وقولُ النحويين في نحو: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}[البقرة: ٣٥، والأعراف: ١٩]: إنّ التقدير: ولا تخلفه أنت؛ لأن مرفوع فعل الأمر لا يكون
  قوله: (فأنهض) أي: أقوم والثمل السكران قوله: (لا فاعل بثقلي) أي: والجملة من الفعل والفاعل خبر لجعل لأنه من أخوات كاد لئلا يلزم عليه أن مرفوع خبر أخوات كاد اسم ظاهر مع أنه لا يرفع إلا الضمير. قوله: (انه يجوز كون هو توكيداً) أي: لشانيء وهو وهم لأنه لا يلزم عليه توكيد الاسم الظاهر بالمضمر وهو لا وقوله وقد مضى يصح، إشارة إلى الاعتذار عنه بما سبق له في باب ضمير الفصل من أنه يحتمل أن مراد أبي البقاء أنه توكيد لضمير مستتر في شانئك لا لنفس شانئك، وحينئذ فلا معنى للقطع بتوهيمه. قوله: (عطف بيان) ووجه الوهم أن الضمير لا يبين كما أنه لا ينبعث وقد يجاب عنه بأنه أراد بالبيان البدل لتآخيهما.
  قوله: (وقول النحويين) أي: ومن الوهم في الثاني قول النحويين وجعل ذلك من الوهم في الثاني وهم لأن الثاني اشتراط الإظهار في بعض المعمولات ولم يشترط أحد في العطف على فاعل فعل الأمر المستتر فيه أن يكون المعطوف اسماً ظاهراً قال الشمني: وأقول الأوهم في جعل ذلك من الوهم في الثاني؛ لأن رد ابن مالك على النحويين يقتضي أن عطف الاسم الظاهر على فاعل الفعل يشترط فيه أن يكون ذلك الفاعل ظاهراً أو يصح في موضعه ظاهر. قوله: (ان العطف على الضمير المستتر) أي: وهو وهم لأنه يقتضي أن فعل الأمر يرفع الظاهر وهو لا يجوز، وقد يجاب بأنه يغتفر في التابع، وقد أشار لتوجيه الوهم المصنف بقوله لأن مرفوع الخ. قوله: (لأن مرفوع فعل الأمر الخ) أي: وإنما جعله
٨١٥ - التخريج: البيت لعمرو بن أحمر في (ملحق ديوانه ص ١٨١ - ١٨٢؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣٥٩ ٣٦٢؛ ولأبي حية النمري في ملحق ديوانه ص ١٨٦؛ والحيوان ٦/ ٤٨٣؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٤؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٧٤؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٧٣؛ ولابن أحمر أو لأبي حية النمري في الدرر ٢/ ١٣٣؛ ولأبي حيّة أو للحكم بن عبدل في شرح شواهد المغني ٢/ ٩١١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣٠٥؛ وشرح الأشموني ١/ ١٣٠؛ وشرح التصريح ٢٠٦/ ١؛ والمقرب ١/ ١٠١).
اللغة والمعنى: يثقلني: يجهدني ويتعبني أنهض: أقوم. الثمل: السكران.
يقول: إنه كبر، فإذا نهض أحس بالتعب وراح يتمايل كالسكران.