النوع السابع: اشتراط الجملة الفعلية في بعض المواضع، والاسمية في بعض
  ومن الوهم في الأوّل أن يقول مَنْ لا يذهب إلى قول الأخفش والكوفيين في نحو: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}[النساء: ١٢٨]، {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}[التوبة: ٦]، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}[الانشقاق: ١]: إن المرفوع مبتدأ، وذلك خطأ، لأنه خلافُ قول من اعتمد عليهم، وإنما قاله سهواً؛ وأما إذا قال ذلك الأخفش أو الكوفي فلا يُعَدُّ ذلك الإعراب خطأ؛ لأن هذا مذهَبْ ذَهَبُوا إليه ولم يقولوه سهواً عن قاعدة، نعم الصواب خلاف قولهم في أصل المسألة؛ وأجازوا أن يكون المرفوع محمولاً على إضمار فعل كما يقول الجمهور؛ وأجاز الكوفيون وجهاً ثالثاً، وهو أن يكون فاعلاً بالفعل المذكور على التقديم والتأخير، مستدلّين على جواز ذلك بنحو قول الزباء [من الرجز]:
  ٨١٧ - مَا لِلْجِمَالِ مَشْيُهَا وَئِيدًا ... [أجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدَا]
  لا يزول اختصاصها عن العمل في الأسماء على الصحيح بخلاف أخواتها فإنه يجوز فيها الإعمال والإهمال. قوله: (على الصحيح فيهما) أي: من اختصاصهما بالدخول على الجملة الاسمية. قوله: (ومن الوهم في الأول) أي: اشتراط الجملة الفعلية في الشرط. قوله: (إلى قول الأخفش) أي: من أن المرفوع بعد أداة الشرط مبتدأ وما بعد المرفوع خبر، والأخفش بصري قوله: (وان امرأة) أي: بأن يقول إن امرأة مبتدأ وخافت خبر وكذا وإن أحد قوله: (أن المرفوع مبتدأ) أي: والجملة بعده قوله: (وذلك خطأ) أي: للزوم دخول أدوات الشرط مبتدأ الجملة الإسمية. قوله: (لأنه خلاف قول من اعتمد عليهم) أي: من أن جملة الشرط إنما تكون فعلية.
  قوله: (وإنما قاله سهواً) أي عن القواعد البصرية. قوله: (وأما إذا قال ذلك الأخفش) أي: أو من قلده أيضاً قوله: (وأجازوا) أي الأخفش والكوفيين. قوله: (وأجاز الخ) أي: ولم يوافق على ذلك الأخفش، بل وافق قومه البصريين على امتناع تقديم الفاعل على عاملة قوله: (فيمن رفع) أي: أما من جر فهو بدل من الجمال بدل اشتمال ووجه استدلالهم على تقديم الفاعل على عامله أن رفع مشيها إما أن يكون بالتبعية أو بالأصالة ولا يتأتى هنا بالتبعية إلا على أنه بدل من الضمير المستكن في الظرف، وقد منعه المصنف بما علمت فتعين أن يكون والرفع أصلياً، ولا وجه له إلا أن يكون مبتدأ أو فاعلاً لا سبيل إلى الأول إذ لا خبر له من حيث المعنى إلا وئيداً وهو منصوب، فامتنع كونه خبراً للمبتدأ وتعين أن يكون مرفوعاً على أنه فاعل وئيد الذي هو حال من الجمال أي: أي شيء ثبت للجمال في حال كونها وئيداً مشيها وهذا الاستدلال مردود بما ذكره في المتن من تقدير الخبر يكون أو يوجد قوله: (وئيداً) الوئيد: الرزانة والتأني أي: على
٨١٧ - التخريج: الرجز للزباء في (أدب الكاتب ص ٢٠٠؛ والأغاني ١٥/ ٢٥٦؛ وجمهرة اللغة ص ٧٤٢، ٢٣٧؛ وخزانة الأدب ٧/ ٢٩٥؛ والدرر ٢/ ٢٨١؛ وشرح الأشموني ١/ ١٦٩؛ وشرح التصريح ١/ ٢٧١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٢؛ وشرح عمدة الحافظ ص ١٧٩؛ ولسان العرب ٣ /=