حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

النوع التاسع: اشتراطهم لبعض الأسماء أن يوصف، ولبعضها أن لا يوصف

صفحة 308 - الجزء 3

  «جاؤوا الْجَمَّاءَ الْغَفِيرَ» وما وُطئ به من خبرٍ أو صفة أو حال، نحو: «زَيْدٌ رَجُلٌ صالح»، وَ «مَرَرْتُ بزيدِ الرجلِ الصَّالِح»، ومنه: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}⁣[النمل: ٤٧]، {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ}⁣[الروم: ٥٨] إلى قوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}⁣[يوسف: ٢]، وقول الشاعر [من الطويل]:

  ٨٢٥ - أَأَكْرَمُ مِنْ لَيْلَى عَليَّ فَتَبْتَغِي ... بِهِ الْجَاهَ أمْ كُنتُ أَمْراً لا أُطِيعُها؟

  ومن ثَمَّ أَبْطَلَ أبو علي كَوْنَ الظَّرف من قول الأعشى [من الخفيف]:

  ٨٢٦ - رُبَّ رَفْدِ هَرَقْتُهُ ذَلكَ الْيَوْمَ ... وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أَقْيَالِ


  جميعاً وقاطبة وطراً وكافة وأدخلوا فيه الألف واللام كما أدخلوها في قولهم أوردها العراك، أي: أوردها عراكاً اهـ شمني. قوله: (وما وطئ به) أي: ما جعل تمهيداً لغيره مثل رجل في المثال الأول، فإنه لا فائدة للإخبار برجل، وإنما أتى به لأجل الوصف بكونه صالحاً وإذا كان هذا الخبر أو الصفة أو الحال أتى به لأجل كونه موصوفاً بأمر فلا ينبغي أن يقطع ذلك الوصف؛ لأن المقصود؛ لأنه المتوصل إليه بالخبر والحال. قوله: (أأكرم من ليلى الخ) هذا البيت للصمة وقيل: لقيس بن الملوح قال الدماميني: وأظن أن هذا البيت بعد قوله:

  ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة ... إليَّ فهلا نفس ليلى شفيعها

  وتبتغي بمعنى تطلب وهو نصب بأن مضمرة بعد الفاء في جواب استفهام ولكنه سكن الياء وليس بضرورة لثبوت مثله في السعة وان كان قليلاً كما في قراءة أبي جعفر من وسط ما تطعمون أهاليكم بسكون الياء وأم منقطعة. قوله: (فتبتغي به الجاه) أي: فتطلب منه الجاه بأن تسوقه عليَّ. قوله: (رب رفد الخ) الرفد: بفتح الراء القدح الضخم أو الدلو


٨٢٥ - التخريج: البيت لابن الدمينة في (ملحق ديوانه ص ٢٠٧؛ وللمجنون في ديوانه ص ١٥٤؛ ولابراهيم الصولي في ديوانه ص ١٨٥؛ وللمجنون أو لابن الدمينة أو للصمة بن عبد الله القشيري في شرح شواهد المغني ١/ ٢١١؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤١٦؛ ولأحد هؤلاء أو لإبراهيم بن الصولي في خزانة الأدب ٣/ ٦١؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٦/ ٦٣؛ والزهرة ص ١٩٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٥).

المعنى: لقد استعانت على مرادها بغيري فهل هذا لأنه أكرم مني، أو لظنها أني غير مستجيب لها؟

٨٢٦ - التخريج البيت للأعشى في (ديوانه ص ٦٣؛ وخزانة الأدب ٩/ ٥٧٠، ٥٧٥، ٥٧٦؛ والدرر ١/ ٧٩؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٥؛ وشرح المفصل ٨/ ٢٨؛ ولأعشى همدان في المقاصد النحوية ٣/ ٢٥١).

اللغة: رفد: دلو. القيل: الملك.

المعنى: لقد بذلت الكثير من الطعام في القدور الكبيرة في ذلك اليوم الذي حصلت فيه على قدر كبير لم يستطع صاحبه الدفاع. عنه.