النوع الخامس عشر: اشتراطهم وجود الرابط في بعض المواضع
  ٨٣٣ - مَضَتْ سَنَة لِعَام وُلِدْتُ فِيهِ ... وَعَشْرٌ بَعْدَ ذَاكَ وَحِجْتَانِ
  فنادر، وهذا الحكم خَفِيَ على أكثر النحويين والصواب في مثل قولك: «أعجبني يَوْمٌ ولدتُ فيه» تنوين «اليوم»، وجعل الجملة بعده صفة له، وكذلك «أجْمَع» وما يتصرف منه في باب التوكيد يجب تجريده من ضمير المؤكد، وأما قولهم: «جاء القومُ بأَجْمُعِهِمْ» فهو بضم الميم لا بفتحها، وهو جمع لقولك: «جَمْع»، على حد قولهم: «فلس» و «أفلس»، والمعنى: جاؤوا بجماعتهم، ولو كان توكيداً لكانت الباء زائدة مثلها في قوله [من الكامل]:
  قوله: (مضت سنة الخ) السنة والعام والحجة بكسر الحاء المهملة بمعنى واحد وقبله:
  ومن يك سائلاً عني فإني ... من الفتيان أيام الختانِ
  وأيام الختان وقعة لهم قال قائل منهم وقد لقوا عدوهم اختنوهم بالرماح. قوله: (لعام ولدت فيه) أي: فقد أضاف عام إلى الجملة والجملة فيها رابط وهو فيه. قوله: (فنادر) الحكم بالندور إذا لم يلاحظ التصويب المذكور والأفعلية لا يوجد مثل ذلك. قوله: (فنادر) صفة لمحذوف أي فشيء نادر وإلا فالواجب التثنية للمطابقة اهـ. هـ دماميني. قوله: (وهذا الحكم) أي: جعل الجملة فيما ذكر مضافاً إليها مما خفي على أكثر النحويين لأن الجملة حينئذ أي حين احتوت على الرابط صفة ولا يضاف موصوف إلى صفته. قوله: (في مثل قولك الخ) أي: من كل ظرف زمان وقع مضافاً لما بعده من الجملة التي فيها رابط. قوله: (تنوين اليوم وجعل الجملة بعده صفة له) أي: وحينئذ فيكون الإتيان بالضمير واجباً لأنه رابط للجملة الموصوف بها قوله: (وكذلك أجمع) عطف على الجملة المضاف إليها، وقوله وما تصرف منها أي مثل جمع وجمعاء وأجمعون. قوله: (لا بفتحها) نقل الحلبي في «شرح الأزهرية» عن النووي جواز فتحها. قوله: (وهو جمع) أي: لا أنه من ألفاظ التوكيد وقوله بجماعتهم الأولى بجماعاتهم ليبين أن جمع بمعنى جماعة اهـ تقرير در دير.
  قوله: (هذا وجدكم الخ) يروي هذا لعمركم الصغار الخ، وقوله هذا وجدكم هذا مبتدأ والصغار خبره ويعينه توكيد له مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرف الجر الزائد، وقوله وجدكم الواو حرف قسم وجر وجدكم مقسم به مجرور وجملة
٨٣٣ - التخريج: البيت للنابغة الجعدي في (ديوانه ص ١٦١؛ والأغاني ٥/ ٦؛ وخزانة الأدب ٣/ ١٦٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٤، ٩٢٠؛ والشعر والشعراء ١/ ٣٠٠؛ وللنمر بن تولب في الدرر ٣/ ١٥١؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في المقرب ١/ ٢١٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٩).
اللغة: السنة: العام. الحجة بنفس المعنى.
المعنى: يريد أن السنين التي ذكرها مَرَّت بعد ولادته متوالية.