الجهة السابعة: أن يحمل كلاما على شيء، ويشهد استعمال آخر في نظير ذلك الموضع بخلافه
  وقوله [من الطويل]:
  ٨٣٧ - تَعَلَّمُ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوهَا ... [فَبَالِغُ بِلُطْفِ فِي التَّحَبُلِ وَالْمَكْرِ]
  وعكسهما في ذلك «هَبْ» بمعنى «ظنّ»؛ فالغالب تعديه إلى صريح المفعولين، كقوله [من المتقارب]:
  ٨٣٨ - فَقُلْتُ: أَجِرْنِي أَبا خَالِدٍ، ... وَالأفَهَبْنِي امْرَأَ مَالِكَا
  ووقوعه على «أن» وصلتها نادر، حتى زعم الحريري أن قول الخواص «هَبْ أَنَّ
  إن أراد الخروج خاف من الذئب ... وان كان لا يرى ي ذيبا
  كيف يدعي شيخاً أخو مضلعات ... ليس يثني تقلبا وركوبا
  يدب بالكسر يدرج في المشي رويداً ومضلعات من الأضلاع الإمالة. قوله: (تعلم شفاء النفس الخ) تمامه:
  فبالغ بلطف في التحيل والمكرِ
  قوله: (في ذلك) أي: فهي تقع كثيراً على صريح المفعولين وقليلاً على أن وصلتها قوله: (بمعنى ظن) كون هب من أفعال القلوب مذهب الكوفيين واختاره ابن مالك وأنشد عليه هذا البيت. قوله: (أجرني) أي انصرني وامنع ظالمي من أن يظلمني. قوله: (أن قول الخواص) أي: في كتابه درة الغواص في لحن الخواص أي: العارفين من الناس.
٨٣٧ - التخريج: البيت لزياد بن سيار في (خزانة الأدب ٩/ ١٢٩؛ والدرر ٢/ ٢٤٦؛ وشرح التصريح ١/ ٢٤٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٧٤؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣١؛ وشرح الأشموني ١/ ١٥٨؛ وشرح ابن عقيل ص ٢١٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٩).
اللغة والمعنى: تعلّم تيقن شفاء النفس راحة البال. التحيل: استعمال الحيلة. المكر: الخديعة.
يقول: كن على يقين بأنّ شفاء النفس وراحتها لا تكون إلا بالانتصار على عدوّها، لذلك من الواجب أن تحتاط للأمر بالاحتيال والخديعة.
٨٣٨ - التخريج البيت لعبد الله بن همام السلولي في (تخليص الشواهد ص ٤٤٢؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣٦؛ والدرر ٢/ ٢٤٣؛ وشرح التصريح ١/ ٢٤٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٣؛ ولسان العرب ١/ ٨٠٤ (وهب)؛ ومعاهد التنصيص ١/ ٢٨٥؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٧٨؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٧؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٤٨؛ وشرح ابن عقيل ص ٢١٦؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٩).
اللغة والمعنى: أجرني: أغثني، احمني. هبني: اعتبرني.
يقول: أغثني واحمني يا أبا مالك وإلا فاعتبرني من الهالكين.