تنبيه - كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف يسأله عن قول القائل
  واجبة التنكير، فإن قدرت «الأذلَّ» مفعولاً مطلقاً على حذف مضاف، أي: خروج الأذل كما قدره الزمخشري لم يحتج إلى دعوى زيادة «أل».
  ***
  تنبيه - كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف يسأله عن قول القائل [من الطويل]:
  ٧٣ - فَإِنْ تَرْفُقِي يَا هِنْدُ فَالرِّفْقُ أَيْمَنُ ... وَإِن تَخْرُقِي يَا هِنْدُ فَالْخُرْقُ أَشْأَمُ
  فَأَنْتِ طَلاق والطِّلاقُ عَزيمَةٌ ... ثَلاث، وَمَنْ يَخْرُقُ أَعَقُّ وَأَظْلَمُ
  فقال: ماذا يلزمه إذا رفع الثلاث وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمَنُ الخطأ إن قلتُ فيها برأيي، فأتيتُ الكسائي وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رَفَعَ «ثلاثاً» طُلقت واحدة. لأنه قال: «أنتِ طلاق»، ثم
  تقييد الحكم المسند فقط ولا معنى للتعريف هناك ولو عرف وقع التعريف ضائعاً اهـ دماميني. قوله: (لم يحتج إلى دعوى زيادة أل) أي: لزوال ما كان محوجاً إليها وهو جعل الأذل حالاً. قوله: (كتب الرشيد) قيل الصواب إن السؤال من الكسائي للإمام محمد قلنا تعدد الواقعة ممكن وأبو يوسف هو القاضي يعقوب صاحب أبي حنيفة أول من لقب بقاضي القضاة.
  قوله: (فإن ترفقي الخ) الرفق ضد العنف يقال رفق به بفتح الفاء في الماضي وضمها في المضارع، وحكى أبو زيد رفقت به أو رفقته بمعنى، وكذلك ترفقت به وأيمن بمعنى أبرك مأخوذ من اليمن وهو البركة ضد أشأم وقوله تخرقي من باب فرح وكرم، والخرق اسم مصدر لأخرق وهو العنف وأشأم من الشؤم وهو ضد اليمن. قوله: (ومن يخرق) جعل ابن يعيش من شرطية وحذف صدر جوابها مع الفاء أي فهو أعق وهو غير متعين لجواز جعلها موصولة خبرها أعتق وتسكين يخرق للتخفيف كقراءة أبي عمرو وما يشعركم، وحينئذ فلا حذف ولا ضرورة ولا قبح قوله: (وهو في فراشه) أي: نائماً بالليل قوله: (طلقت) بفتح اللام وضمها فهو من باب نصر وكرم كما في «القاموس»
٧٣ - التخريج البيتان بلا نسبة في (خزانة الأدب ٣/ ٤٥٩، ٤٦١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٨؛ وشرح المفصل ١/ ١٢).
اللغة: ترفقي تتلطفي. أيمن خير، مبارك. تخرقي: تقطعي، وتجتازي. أشأم: منحوس، مشؤوم طلاق أراد طالق. أعق أكثر عقوقاً والعقوق هو المعصية أو عدم الطاعة.
المعنى: يا هند إن تتلطفي بي وتعامليني حسناً فهذا هو الخير الذي أطلبه، وإن شئت مخالفتي وتقطيع مودتي فهو الشرّ الذي لا أريده وعندئذ سأعزم على طلاقك ثلاث مرات، طلاقاً لا عودة عنه، والبادئ أظلم.