· (أم) - على أربعة أوجه:
  «ابن أَوْبَرَ» نكرة كـ «ابن لَبُون»، فـ «أَلْ» فيه مثلُها في قوله [من البسيط]:
  ٧٢ - وَابْنُ اللَّبُونِ إِذَا مَا لُزِّ فِي قَرَنٍ ... لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبُزْلِ الْقَنَاعِيسِ
  قاله المبرد، ويردُّه أنه لم يُسْمَع ابن أَوْبَر إلا ممنوع الصرف.
  والثانية كالواقعة في قولهم: «ادْخُلُوا الأوَّلَ فالأوَّلَ»، و «جاؤوا الْجَمَّاءَ الْغَفير»، وقراءة بعضهم: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}[المنافقون: ٨] بفتح الياء، لأن الحال
  قوله: (وابن اللبون الخ) هو ولد الناقة إذا أوفى سنتين إذا مالز باللام والزاي أي شد وربط في حبل، وقوله صولة هي الوثوب البزل بازل جمع وهو الذي شق نابه وهو ابن تسع، والقناعيس جمع قناعس أي عظيم الخلقة.
  قوله: (إلا ممنوع الصرف الخ) للمبرد أن يقول إن منعه من الصرف إذا نكر للوصفية الأصلية لا للعلمية لأن أوبر في الأصل صفة بمعنى كثير الوبر وأما إذا جعل علماً فالعلة العلمية ووزن الفعل والحاصل إن ما ذكره المصنف من الرد إنما يتمشى على رأي الأخفش من أن مثل أحمر إذا نكر بعد التسمية به يصرف وللمبرد أن لا يلتزمه ويقول بالمنع من الصرف اعتباراً بالوصفية الأصلية وإلغاء لعروض الإسمية فالرد حينئذ لم يتم. قول: (والثانية) أي: الواقعة في شذوذ من النثر. قوله: (ادخلوا الأول فالأول) أي: مترتبين. قوله: (وجاؤوا الجماء الغفير) الجماء من الجم وهو الكثرة أي جاؤوا كثيرين، وقوله: الغفير من الغفر بمعنى الستر أي الذين لكثرتهم ستروا الأرض فهو توكيد في المعنى لما قبله. قوله: (ليخرجن الأعز منها الأذل بفتح الياء) أي: لأن الفعل حينئذ لازم والأذل حال والتقدير ليخرجن الأعز أي بحسب ما قالوا منها في حال كونه ذليلاً، وأما رفع الياء في ليخرجن فيكون حينئذ متعدياً والأذل مفعول قوله: (لأن الحال الخ) أي: التي هنا الجماء والغفير والأذل وقوله: لأن الحال أي فأل في هذه المنصوبات كلها زائدة لأن الخ. قوله: (لأن الحال واجبة التنكير) أي: لأن الأصل النكر والمقصود بالحال
٧٢ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ١٢٨؛ والأغاني ٥/ ٣٢٠ وجمهرة اللغة ص ١٣٠؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٥٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٧؛ والكتاب ٢/ ٩٧؛ وكتاب الصناعتين ص ٢٤؛ ولسان العرب ٥/ ٤٠٥ (لزز)، ٦/ ١٧٨ (قعس)، ٦/ ١٨٤ (قنعس)، ١٣/ ٣٧٥ (لبن)؛ والمقتضب ٤/ ٤٦، ٣٢٠؛ وبلا نسبة في الرد على النحاة ص ٧٤؛ وشرح المفصل ١/ ٣٥).
اللغة: ابن اللبون: البعير الصغير الذي تمت له سنتان وبدأ بالثالثة والأنثى بنت لبون؛ واللبون: هي الإبل (الناقة مفردة وجمعاً) ذوات اللبن. لزّه: شدّه. القرن: الحبل يُشدّ به بعيران معاً. الصولة: الوثوب والمنازلة البزل: جمع بازل وهو البعير الذي بلغ التاسعة من عمره. القناعيس: جمع قنعاس وهو الجمل القوي الشديد الضخم.
المعنى: إذا ما جمع بعيران في حبل واحد، ابن سنتين وابن تسع، فإن ابن اللبون لن يقدر على الوثوب مع الفحل، ولا على مجاراته. وهو مثل يضرب لكلّ من يقف في موقف هو أعجز من أن يقفه.