تنبيه - ربما خولف مقتضى هذين الشرطين أو أحدهما
  ٨٤٦ - بِعُكاظَ يُغشِي النَّاظِرِينَ ... إِذَا هُمُ لَمَحُوا شُعَاعُهُ
  فإن فيه تهيئة «لمحوا» للعمل في «شعاعه» مع قطعه عن ذلك بإعمال «يُغشي» فيه، وليس فيه إعمال ضعيف دون قوي، وذكر ابن مالك في قوله [من البسيط]:
  عَمَمْتَهُمْ بِالنَّدَى حَتَّى غُوَاتَهُمُ ... فَكُنْتَ مِالِكَ ذِي غَيٌّ وَذِي رَشَدِ
  إنه يروى «غواتهم» بالأوجه الثلاثة؛ فإن ثبتت رواية الرفع، فهو من الوارد في النوع الأول في الشذوذ؛ إذ لا ضرورة تمنع من الجرّ والنصب، وقد رُوِيَا.
  قوله: (وليس فيه إعمال ضعيف الخ) أي: لأن العامل في البيت فعلاً فلا قوة لأحدهما بالنسبة إلى الآخر بل هما مستويان في أصل العمل، وإن ترجح إعمال أسبقهما عند الكوفيين وأقربهما عند البصريين قوله: (فإن ثبتت رواية الرفع) قال الدماميني: شك في ثبوت رواية الرفع مع تصريح ابن مالك الإمام العدل الثقة بثبوتها غير مناسب، وأيضاً فهو منافٍ لجزمه بذلك في فصل حتى حيث قال هناك وقد روى بالأوجه الثلاثة قوله عممتهم البيت قال الشمني: وأقول تصريح ابن مالك برواية الرفع وجزم المصنف بها لا يقتضي ثبوتها بمعنى صحتها فكم من مروي ليس بصحيح والشك إنما هو في الصحة. قوله: (في النوع الأول) يريد به ما خولف فيه مقتضى الشرطين وإنما كان الرفع من النوع الأول لأن الخبر بعد حتى غير مذكور فيه تهيئة حتى للجر مع قطعها عنه وإعمال الضعيف وهو الابتداء مع إمكان إعمال القوي وهو حتى.
٨٤٦ - التخريج: البيت لعاتكة بنت عبد المطلب في (الدرر ٥/ ٣١٥؛ وشرح التصريح ١/ ٣٢٠؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٤٣؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥/ ٢٨٤؛ وأوضح المسالك ٢/ ١٩٩؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٠٦؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٨٠؛ والمقرب ١/ ٢٥١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٠٩). وقبله قولها:
سائل بنافي قومنا ... وليكف من شر سماعُه
قيْساً وما جَمَعُوا لنا ... في مجمع باق شناعُه
اللغة والمعنى: عكاظ: سوق تجتمع فيه القبائل العربية فيتفاخرون ويتناشدون الشعر ويتبايعون، وهو بين الطائف ونخلة. يعشي: يضعف البصر. لمحوا: نظروا بسرعة. شعاعه: هنا لمعانه.
يقول: إذا نظر القوم إلى سلاح قومي بعكاظ لزاغ بصرهم من شدّة لمعانه.