حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - ربما خولف مقتضى هذين الشرطين أو أحدهما

صفحة 364 - الجزء 3

  تنبيه - ربما خُولف مقتضى هذين الشرطين أو أحدهما في ضرورة أو قليل من الكلام.

فالأول كقوله [من السريع]:

  ٨٤٥ - وخالد يحمدُ سَادَاتِنَا ... [بِالْحَقِّ، لاَ يَحْمَدُ بِالْبَاطِل]

  وقوله [من الرجز]:

  [قَدْ أَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ تَدْعِي ... عَلَيَّ ذَنْباً] كُلَّه لَمْ أَصْنَع

  وقيل: هو في صيغ العموم أسْهَلُ، ومنه قراءة ابن عامر {وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}⁣[النساء: ٩٥، الحديد: ١٠].

والثاني كقوله [من مجزوء الكامل]:


  العامل للعمل مع قطعه عنه وإعمال الضعيف مع إمكان إعمال القوي وإلباس المبتدأ بالفاعل. قوله: (فإنه) أي لمنع قوله: (هذين الشرطين) يعني السابع وهو تهيئة العامل قطعه عنه والثامن وهو إعماله الضعيف مع إمكان إعمال القوي. قوله: (فالأول) أي: مخالفة الشرطين وهما أن لا يؤدي الحذف إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه، وأن لا يؤدي إلى إعمال الضعيف مع التمكن من إعمال القوي ومخالفة الشرطين في البيت واضحة فإن الأصل وخالد يحمده سادتنا فحذف هذا الضمير يؤدي إلى تسلط يحمد على العمل في خالد النصب على المفعولية وقد قطع عن ذلك ورفع خالد بالابتداء فاجتمع الأمران اهـ دماميني. قوله: (وخالد الخ) تمامه:

  والحق لا يحمد بالباطل

  قوله: (يحمد ساداتنا) أي: فقد هيأ يحمد للعمل وقطعه والأصل بحمده فساداتنا فاعل بيحمد. قوله: (كله لم أصنع) صدره:

  قد أصبحت أم الخيار تدعي

  علي ذنباً أي فالأصل لم أصنعه فحذف هذا الضمير يؤدي إلى تهيئة أصنع للعمل في كل وقد قطع عن ذلك برفعها قوله: (وهو في صيغ الخ) أي: القطع عن العمل بعد التهيئة في صيغ العموم أسهل لأنه سمع.


٨٤٥ - التخريج: البيت للأسود بن يعفر في (شرح أبيات المغني ٢/ ٢٨٠ - ٢٨٣ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في المقرب ١/ ٨٤).

المعنى: إن خالداً جدير وخليق بالحمد فإذا مدحه أشرافنا فيكونون قد مدحوه بما هو أهل له، ولا يكونون خارجين عن الحق والصواب.