الجهة العاشرة: أن يخرج على خلاف الأصل، أو على خلاف الظاهر، لغير مقتض
  وهذا النوع إذا لم يذكر مفعوله قيل: محذوف، نحو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣}[الضحى: ٣]، وقد يكون في اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجوب تقديره، نحو: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١}[الفرقان: ٤١]، {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[الحديد: ١٠]، وقال [من الوافر]:
  حَمَيْتَ حِمى تِهَامَةَ بَعْدَ نَجْدٍ ... وَمَا شَيْءٌ حَمَيْت بمستباحِ
  الآية لفساد المعنى وهذا أدق نظر وأصح معنى اهـ ... قوله: (وما قلى) أي: ما قلاك أي ما ترك عادة إحسانه إليك وما أبغضك. قوله: (ما يستدعيه) أي: ما يقتضي ذلك المفعول ويطلبه.
  قوله: (فيحصل الجزم) لعل مراده التأكد وإلا فأصل الجزم يحصل بمجرد قصد إسناد الفعل للفاعل وتعليقه بمفعوله. قوله: (فيحصل الجزم بوجوب تقديره) قال الدماميني فرض الكلام فيما إذا قصد إسناد الفعل إلى فاعله وتعليقه بمفعوله فإذا لم يذكر حينئذ جزمنا بوجوب تقدير لأنه مقتضى ذلك القصد سواءً وجد في اللفظ ما يستدعيه نحو وكل وعد الله الحسنى أو لم يوجد نحو ما ودعك ربك وما قلى أي وظاهر المصنف أن الجزم بوجوب التقدير إنما هو إذا وجد في اللفظ ما يستدعيه وليس كذلك، وأجاب الشمني بأن قصد إسناد الفعل إلى الفاعل وتعليقه بمفعوله مع. حذف المفعول أمر قائم بالمتكلم غيب عن السامع فإن كان في اللفظ ما يستدعي ذلك المفعول جزم السامع به وإلا لم يجزم. قوله: (أهذا الذي بعث الله رسولاً) أي: بعثه إذ لا بد من العائد. قوله: (وكل وعد الله الحسنى) أي: وعده الله فالجملة خبر حذف منها الرابط. قوله: (حميت) أي: حميته والجملة صفة فحذف منها الرابط وصدر البيت:
  حميت حمى تهامة بعد نجد