حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

فالأول نحو: {كالذي يغشى عليه}

صفحة 377 - الجزء 3

باب كيفية التقدير

  إذا استدعى الكلام تقدير أسماء متضايفة أو موصوفة، وصفة مضافة، أو جار ومجرور مضمر عائد على ما يحتاجُ إلى الرابط، فلا تقدّر أنَّ ذلك حُذِفَ دفعة واحدة، بل على التدريج.

  فالأول نحو: {كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ}⁣[الأحزاب: ١٩] أي: كدوران عين الذي.

والثاني كقوله [من الطويل]:

  ٨٥١ - إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ الْمِسْكُ مِنْهُمَا ... نَسِيمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا الْقَرَنْفُلِ


  بيان كيفية التقدير

  قوله: (تقدير أسماء) مراده بالجمع ما فوق الواحد بدليل مثاله. قوله: (إلى الرابط) بأن كان مبتدأ أو صاحب حال. قوله: (فالأول) أي: وهو ما إذا كان الكلام مستدعياً التقدير أسماء متضايفة. قوله: (كدوران) الأولى أي دوراناً كدوران عين الخ إلا أن يقال إنه نظر للمعنى المراد من المقدر فتأمل قوله: (كدوران الخ) أي: فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار تدور أعينهم كعين الذي ثم حذف المضاف إليه فصار تدور أعينهم كالذي وقد يقال يمكن أن يكون قوله كالذي حالاً من فاعل تدور أو من المضاف إليه لأن المضاف ولا حذف أصلاً قوله: (والثاني) أي: استدعاء الكلام تقدير موصوف وصفة مضافة، وقوله إذا قامتا الخ قبله:

  كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل

  والدأب العادة والمأسل بفتح السين جبل بعينه وبكسرها ماء بعينه والرواية بفتح السين هذا ويمكن أن نسيم نصب بنزع الخافض أي كنسيم وهو حال من المسك والبيت من معلقة امرئ القيس. قوله: (إذا قامتا) أي: المرأتان أم الحويرث وأم الرباب المذكورتين في البيت قبله، وقوله يضوع أي ينتشر، وقوله برياً أي برائحة والقرنفل معلوم


٨٥١ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ١٦٠؛ ورصف المباني. ص ٣١٢؛ ولسان العرب ١١/ ٥٥٦ (قرنفل)، ١٤/ ٣٥٠ (روي)؛ والمنصف ٣/ ٢٠، ٧٥؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٣٤٣؛ ولسان العرب ٨/ ٢٢٩ (ضوع)؛ والممتع في التصريف ٢/ ٥٧٢).

اللغة: تضوع: انتشر وفاح ريا القرنفل: عطر القرنفل.

المعنى: إذا نظرت إلي جاءني ريحها العطر كأنسام الشرق المضمخة بعطر القرنفل.