حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة العاشرة: أن يخرج على خلاف الأصل، أو على خلاف الظاهر، لغير مقتض

صفحة 376 - الجزء 3

  تَسْلَم فيه من الحذف، بأن تقدر العطف على ضمير الفعل لحصول الفضل بينهما.

  فإن قلت: لو صح ما ذكرته في الآية والمثال السابق، لصح «زَيْد قائمانِ وعَمْرو» بتقدير: زيد وعمرو قائمان.

  قلت: إِن سُلَّم مَنْعُه فلقبح اللفظ، وهو منتف فيما نحن بصدده، ولكن يَشْهد للجواز قوله [من الطويل]:

  ٨٥٠ - وَلَسْتُ مُقرًا لِلرِّجَالِ ظُلامَةً ... أبي ذَاكَ عَمِّي الأَكْرَمَانِ وَخَاليَا

  وقد جوزوا في «أنْتَ أعلم وزيد» كَوْنَ «زيد» مبتدأ حذف خبره، وكونه عطفاً على «أنت»؛ فيكون خبراً عنهما.


  قوله: (ان تقدر العطف) أي: عطف بكر على ضمير الفعل أي المستتر أي والشرط موجود وهو الفصل. قوله: (لو صح ما ذكرته) أي: من جعل الخبر المذكور خبراً عن المبتدأ المتقدم والمتأخر عنه، وقوله في الآية أي واللائي يئسن الخ. قوله: (والمثال السابق) أي: وهو قوله زيد في الدار وعمرو بخلاف المثال السابق فإن المراد به زيد صنع الخ. قوله: (لصح زيد قائمان وعمرو) أي: لكن هذا اللازم لم يصح. قوله: (قلت ان سلم منعه) أي: قلت لا نسلم أنه غير صحيح بل جائز سلمنا انه ممنوع فمنعه لقبح اللفظ من حيث إن فيه الإخبار بالمشي عن المفرد صورة لا لتقدم الخبر على المبتدأ الثاني والقبح هنا منتف. قوله (فلقبح اللفظ) أي: من حيث إن فيه الإخبار بالمثنى عن المفرد صورة لا لتقدم. قوله: (فيما نحن بصدده) أي: الآية والمثال أعني زيد في الدار وعمرو وإنما كان منفياً لأنه ليس فيه الإخبار بالمثنى عن المفرد صورة قوله: (ولكن يشهد للجواز) أي: لأن الصفة قرينة من الخير أي ولأجل كون الأكرمان في البيت صفة والذي فيه الكلام هو الخبر قال ويشهد الخ. قوله: (أبى ذاك) يحتمل أن أبى فعل ماض أي امتنع وأنه مضاف لياء المتكلم أي أبى هو ذاك المعلوم بالحسب، وقوله عمي الخ جملة أخرى والأصل عمي وخالي هما الأكرمان قوله: (وخالياً) أي: فالأكرمان صفة للعم والخال، وإن تقدم على خالي.


٨٥٠ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٦/ ١٧؛ وشرح الأشموني ص ٣٩٢؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٧٣؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢).

اللغة: ظلامة: المبالغة في الظلم أبى رفض عن عزة وكبرياء.

المعنى: إني كريم شهم أماً وأباً، فلا أرضى الظلم للآخرين ولا أرضاه منهم.