حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

إذا دار الأمر بين كون المحذوف أولا، أو ثانيا فكونه ثانيا أولى

صفحة 385 - الجزء 3

إذا دَارَ الأمرُ بين كون المحذوف أولاً، أو ثانياً فكونه ثانياً أولى

وفيه مسائل:

  إحداها: نون الوقاية في نحو: {أَتُحَاجُّونِّي}⁣[الأنعام: ٨٠]، و {تَأْمُرُونِّي}⁣[الزمر: ٦٤] فيمن قرأ بنون واحدة وهو قول أبي العباس وأبي سعيد وأبي علي وأبي الفتح وأكثر المتأخرين؛ وقال سيبويه واختاره ابن مالك: إن المحذوف الأولى.

  الثانية: نون الوقاية مع نونِ الإناث في نحو قوله [من الوافر]:

  ٨٥٤ - [تَرَاهُ كالنَّغَامِ يُعَلُّ مِسْكا] ... يَسُوءُ الفَالِيَاتِ إِذَا فَلَيْنِي


إذا دار الأمر بين كون المحذوف أولاً أو ثانياً فكونه ثانياً أولى

  قوله: (أولى) أي: لأن الحذف في الآخر أسهل منه في الأول. قوله: (نون الوقاية) أي: مع نون الرفع. قوله: (بنون واحدة) أي بدون تشديد وهي نون الرفع والنون المحذوفة نون الوقاية لأنها الثانية قوله: (وهو قول الخ) أي: كون المحذوف هو الثاني وهو نون الوقاية. قوله: (ان المحذوف الأولى) أي: نون الرفع. قوله: (يسوء الفاليات الخ) جمع فالية وهي من تفتش الشعر لإخراج القمل وهذا عجز بيت لعمرو بن معد يكرب صدره:

  تراه كالثغام يعل مسكا


٨٥٤ - التخريج: البيت لعمرو بن معد يكرب في (ديوانه ص ١٨٠؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣٧١، ٣٧٢، ٣٧٣؛ والدرر ١/ ٢١٣؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٠٤؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٣؛ والكتاب ٣/ ٥٢٠؛ ولسان العرب ١٥/ ١٦٣ (فلا)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٧٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٨٥؛ وجمهرة اللغة ص ٤٥٩؛ وشرح المفصل ٣/ ٩١؛ ولسان العرب ٢/ ٢٤٦ (حيج)؛ والمنصف ٢/ ٣٣٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٥).

اللغة: الثغام: نبت إذا يبس ابيض لونه يعل: يشرب بعد الشربة الأولى. يفلي: يفتش في الشعر عن القمل.

المعنى: ترى شعرك أصبح مختلطاً أسوده بأبيضه، نعم وهذا ما يسوء الغانيات فيبتعدن عني. أصبح هذا الشعر لك وحدك.