حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الموصوف

صفحة 400 - الجزء 3

  أَنَا ابْنُ جَلا وَطَلَاعُ الثّنَايَا ... [مَتَى أَضَعِ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي]

  قيل: تقديره: أنا ابن رجل جلا الأمور، وقيل: جَلاَ عَلَمٌ محكي على أنه منقول من نحو قولك: «زَيدٌ جلا»، ونظيره قوله [من الرجز]:

  ٨٦٣ - نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ ... ظُلْماً عَلَيْنَا لَهُمْ فَدِيدُ

  فـ «يزيد»: منقول من نحو قولك: «المالُ يزيدُ» لا من قولك: «يزيد المال»،


  وقد تقدم الكلام عليه في غير قوله: (علم محكي) أي: علم على أبيه، وقوله على أنه منقول أي وحينئذ فهو علم محكي من جملة، وحينئذ فلم يصرف بل هو مبني. قوله: (لا من قولك حلا زيد) إنما منع نقله عند هذا القائل من جلا في قولك حلا زيد لأنه لو كان كذلك لكان مفرداً منصرفاً إذ هذا الوزن غير مؤثر في منع الصرف عند الجمهور لأنه وزن لا يخص الفعل بل يستوي فيه الفعل والاسم، وأما إذا جعلناه جملة كان مبنياً لأن ما قبيل المبنيات إذا حكي فإنه يبقى على بنائه قبل الحكاية لأن الحق أن الجملة من من جملة قبل جعلها علماً مبنية، وإن كانت أجزاؤها معربة. قوله: (جلا زيد) أي: بحيث يكون منقولاً من مفرد أو إلا لنونه لأنه ليس على وزن يخص الفعل قوله: (نبئت أخوالي الخ) الفديد جملة الصوت يقال فد الرجل يفد فديداً إذا صوت وبني يزيد منصوب على البدل من أخوالي ولهم فديد جملة في موضع المفعول الثالث ولهم متعلق بمحذوف أي كائن، وعلينا متعلق بلهم ولا يمتنع تقديمه عليه، وإن كان العامل معنى كما قالوا كل يوم لك ثوب وليس متعلقاً بفديد لأنه مصدر كالنهيق فلا يتقدم عليه معموله، وظلماً في موضع الحال من الضمير في علينا أو أنه مفعول له العامل فيه محذوف متعلق به علينا دل عليه قوله لهم فديد والتقدير حملوا علينا أو يصيحون علينا ظلماً ويجوز جعل هذه الجملة مفعولاً ثالثاً، ويجوز أيضاً جعل ظلماً مفعولاً ثالثاً ذوي ظلم ويكون لهم فديد على هذين الوجهين في موضع الحال كالتفسير لقوله ظلماً، ويجب أن تضبط الميم من قولهم بضمة مشبعة ليكون قوله ظلماً علينا لهم فديد موافقاً لقوله نبئت أخوالي بني يزيد في الوزن لأن الوزن وإن كان لا ينكسر بالإسكان لكن يلزم عليه الاختلاف إذ الثاني من مخلع البسيط قطعاً إن سكنت الميم والأول إما نصف بيت من مصرع الرجز أو مشطور السريع المكشوف، ومثل ذلك محذور عندهم.

  قوله: (المال يزيد) أي: فهو منقول من جملة فلذا لم ينون وحكي. قوله: (يزيد


٨٦٣ - التخريج: الرجز لرؤبة في (محلق ديوانه ص ١٧٢؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٧٠؛ وشرح التصريح ١/ ١١٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٨٨، ٤/ ٣٧٠؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ١/ ٢٨؛ ولسان العرب ٣/ ٢٠٠ (زيد)، ٣٢٩ (فدد)؛ ومجالس ثعلب ص ٢١٢).

شرح المفردات: نُبئت: أخبرت. الفديد: الجلبة والصياح.

المعنى: يقول: لقد أخبرت أن بني يزيد يكثرون من الصياح علينا ليلحقوا بنا الأذى.