حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الموصوف

صفحة 401 - الجزء 3

  وإلا لأعرب غير منصرف، فكان يفتح، لأنه مضاف إليه.

  واختلف في المقدر الجملة في نحو: «مِنَّا ظَعَنَ وَمِنَّا أَقَامَ»، فأصحابُنا يقدرون موصوفاً: أي فريق، والكوفيون، يقدرون موصولاً، أي: «الذي» أو «مَنْ»، وما قدَّرْناه أقْيَسُ، لأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال الموصوف بصفته لتلازمهما، ومثلُه «ما مِنْهُمَا مَاتَ حَتَّى لَقِيتُهُ» نقدره بـ «أحد»، ويقدرونه بـ «مَنْ» {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ}⁣[النساء: ١٥٩] أي: إلا إنسان، أو: إلا من، وحكى الفراء عن بعض قدمائهم أن الجملة القَسَمية لا تكون صلة، ورده بقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}⁣[النساء: ٧٢].


  المال) أي: حتى يكون منقولاً من مفرد قوله: (وإلا لأعرب غير منصرف) أي: غير منون لأنه على وزن يخص الفعل قوله: (واختلف في المقدر إلى قوله حذف الصفة) موجود في بعض النسخ. قوله: (فأصحابنا) أي: البصريون بدليل المقابلة بالكوفيين لا أن المراد المصاروة الشامل للمغاربة، وإن كان هو من المصاروة وهم بصريون لأن المقابلة تأبى ذلك. قوله: (لتلازمهما) علة لقوله أشد أي وإذا كانا متلازمين فلا يسهل حذف أحدهما، وقوله قدمائهم أي الكوفيين وقوله إن الجملة القسمية لا تكون صلة أي وهذا بخلاف كلام الكوفيين فإنهم لما قدروا من في قوله وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به لزم أن تكون الصلة قسمية، وقوله ورده أي الفراء، وقوله وإن منكم لمن ليبطئن أي فقد وقعت الجملة القسمية صلة.