· (أما) بالفتح والتخفيف
  · (أما) بالفتح والتخفيف - على وجهين:
  أحدهما: أن تكون حَرْفَ استفتاح بمنزلة «ألا»، وتكثر قبل القسم كقوله [من الطويل]:
  ٧٥ - أما والذي أبكى وَأَضْحَكَ، وَالَّذِي ... أَمَاتَ وَأَحْيا وَالَّذِي أَمْرُهُ الأَمْرُ
  وقد تبدل همزتها هاءً أو عيناً قبل القسم، وكلاهما مع ثبوتِ الألف وحذفها، أو تحذف الألف مع ترك الإبدال؛ وإذا وقعت «أن» بعد «أما» هذه كُسرت كما تكسر بعد «ألا» الاستفتاحية.
  الساكنة أبدلت همزة ساكنة فاجتمعت همزتان في كلمة أولاهما مفتوحة والثانية ساكنة، فوجب إبدال الساكنة حرفاً مجانساً لحركة ما قبلها وهو الألف وهو المجانس للفتحة، وإنما قال عند سيبوية لأن غيره يرى أن الآل واوي العين فحركها فقلبت الواو فيه ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها على القياس فلا يكون نظيراً لما نحن فيه اهـ. دماميني.
  (أما) قوله: (بالفتح) أي: للهمزة والتخفيف أي للميم. قوله: (حرف استفتاح) أي: فيبتدأ بها الكلام لأجل أن ينتبه المخاطب لما يلقى إليه بعدها قوله: (حرف استفتاح) قد سرى على المصنف تعبير المعربين هنا مع إنه تعقبهم في إلا بأنهم يذكرون موضعها ويهملون معناها وهو التنبيه. قوله: (أما والذي الخ) جواب القسم مذكور في البيت الذي بعده وهو:
  لقد تركتني أحسد الوحش إن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعرُ
  قوله إن أرى في محل خفض بالجار المحذوف وهو على، وقوله: يروعهما أن يخيفهما والذعر بضم الذال المعجمة الخوف يقول لقد تركتني هذه المحبوبة لكثرة ما تخيفني بالمقاطعة والفراق أحسد الوحش على رؤية الألفة بين اثنين منها بحيث لا يخيفهما ذعر يقطع تآلفهما، وإذا كان يحسد ما ليس من جنسه فلأن يحسد ما هو من جنسه أولى.
  قوله: (مع ثبوت الألف) فنقول هما وعما والله وقوله وحذفها فتقول هم وعم. قوله: (مع ترك الإبدال) أي: إبدال الهمزة هاء أو عيناً الصور ست. قوله: (بعد أما هذه) أي: الاستفتاحية كسرت أي أديم كسرها. قوله (كما تكسر) أي: يستدام كسرها. قوله: (كما تكسر) بعد إلا الخ فتقول إما أن زيداً قائم كما تقول ذلك بعد ألا نحو: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}[يونس: ٦٢] وما ذاك إلا لأن هذا. موضع الجملة لا المفرد.
٧٥ - التخريج البيت لأبي صخر الهذلي في (الأغاني ٢٣/ ٢٨١؛ والدرر ٥/ ١١٨؛ وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٥٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٦٩، ٢١٠؛ والشعر والشعراء ٢/ ٥٦٧؛ ولسان العرب ٢/ ١٥٥ (رمث)؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٧٠؛ وجواهر الأدب ص ٣٣٦؛ ٣٣٨؛ ورصف المباني ٩٧؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٣٠؛ وشرح المفصل ٨/ ص ١١٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٧٠).