· (أما) بالفتح والتخفيف
  والثاني: أن تكون بمعنى: «حَفَّا» أو «أحَقَّا»، على خلافٍ في ذلك سيأتي، وهذه تفتح «أن» بعدها كما تفتح بعد «حقا»، وهي حرف عند ابن خروف، وجعلها مع «أن» ومعموليها كلاماً تركب من حرف واسم كما قاله الفارسي في «يا زَيْدُ» وقال بعضهم: هي اسم بمعنى «حَقَّا»، وقال آخرون: هي كلمتان: الهمزة للاستفهام و «ما» اسم بمعنى شيء، وذلك الشيء حق فالمعنى: أحقًا، وهذا هو الصواب، وموضع «ما» النصب على الظرفية كما انتصب «حقا» على ذلك في نحو قوله [من الوافر]:
  ٧٦ - أحقا أن جيرَتَنَا اسْتَقَلُوا ... [فَنِيَّتُنَا وَنِيَّتُهُمْ فَرِيقُ]
  وهو قول سيبويه، وهو الصحيح، بدليل قوله [من الطويل]:
  قوله: (أن تكون بمعنى حقاً الخ) أي: نحو أما إن زيداً قائم. قوله: (أو أحقا) لم يجزم بقول لما يأتي قريناً يقول قال بعضهم: هي اسم الخ وقوله قال ابن خروف الخ. قوله: (وهذه تفتح بعدها إن) أي: تستمر بعدها إن على فتحها كما تفتح بعد حقا وجهه إن وصلتها مبتدأ كما يأتي والمبتدأ مفرد والمؤول بالمفرد أن المفتوحة لا المكسورة. قوله: (وهي حرف) أي: التي تفتح أن بعدها قوله: (مع أن ومعموليها) هما الاسم والخبر. قوله: (تركب من حرف واسم) بالنظر للتأويل وإن كان جملة تأويلاً. قوله: (كما قال الفارسي) لكن موضوع الفارسي اسم وحرف صورة ولم المعنى جملة النيابة يا عن أدعو أو موضوع ابن خروف جملة صورة في تأويل اسم وحرف؛ لأن أن المفتوحة مع معموليها في تأويل المفرد مبتدأ ولا خبر له عنه.
  قوله: (في زيد) أي: فإنه مركب من حرف واسم قوله: (بمعني حقاً) أي: فهي حقاً وبسيطة على كلا القولين وإنما الخلاف في كونها اسماً أو حرفاً. قوله: بمعنى (وذلك الشيء حق) أي فهي مركبة فيكون معناها على هذا أحقاً. قوله: (وهذا هو الصواب) لأنه الجاري على القواعد فإنه لا شك في ورود الهمزة للاستفهام واستعمال ما بمعنى شيء، وحينئذ فليس في الجمع بينهما ما يستنكر. قوله: (وموضع ما) أي: على هذا القول وقوله على الظرفية أي المجازية كان الحق مكان قوله: (جيرتنا) بكسر الجيم
٧٦ - التخريج البيت للمفضل النكري في الأصمعيات ص ٢٠٠؛ وشرح أبيات سيبويه ٢٠٨؛ وله أو لعامر بن أسحم بن عدي (في الدرر ٥/ ١٢٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٧٠؛ ولرجل من عبد القيس أو للمفضل بن معشر النكري في تخليص الشواهد ص ٣٥١؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٣٥؛ وللعبدي في خزانة الأدب ١٠/ ٢٧٧؛ والكتاب ٣/ ١٣٦؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٣٩١؛ وشرح الأشموني ١/ ٩٢؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٠١ (فرق)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٧١).
اللغة: استقلوا ارتحلوا مرتفعين صعداً. فريق: متفرقة.
المعنى: هل ارتحل جيراننا حقا، وهل ستكون وجهاتنا متفرّقة، بحيث لا نلتقي ثانية؟!