حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الخبر

صفحة 411 - الجزء 3

  أي: ليس له، وقالوا: «مَن تأنَّى أصَابَ أو كادَ، ومَن اسْتَعْجَلَ أَخطأَ أو كاد»، وقالوا: «إنّ مالاً وَإِنْ وَلَداً»، وقال الأعشى [من المنسرح]:

  إن محلا وإن مرتحلا ... [وَإِنَّ فِي السَّفْرِ إِذْ مَضَوْا مَهَلَا]

  أي: إن لنا حلولاً في الدنيا وإن لنا ارتحالاً عنها وقد مرّ البحث في {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الحج: ٢٥]، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ}⁣[فصلت: ٤١] مستوفى؛ وقال تعالى: {قَالُوا لَا ضَيْرَ}⁣[الشعراء: ٥٠]، أي: علينا، {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ}⁣[سبأ ٥١] أي: لهم، وقال الحماسي [من مجزوء الكامل]:

  من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح

  وقد كثر حذف خبر «لا» هذه حتى قيل: إنه لا يذكر وقال آخر [من الطويل]:


  لأجل لهفة من خائف والبيت لشمردل الليثي بن شريك بن عبد الله بن رؤبة شاعر إسلامي في أيام جرير والفرزدق يرثي منصور بن زياد وبعده:

  أما القبور فإنهن أوانس ... بجوار قبرك والديار قبورُ

  عمت فواضله فعم مصابه ... فالناس فيه م مأجور

  يثني عليك لسان من لم توله ... خيراً لأنك بالثناء جديرُ

  ردت صنائعه إليه حياته ... فكأنه من نشرها منشور

  والناس مأتمهم عليه واحد ... في كل دار آنة وزفير

  عجباً لأربع أذرع في خمسة ... في جوفه جبل أشم كبيرُ

  قوله: (حين ليس مجير) الذي في توضيح المصنف حين لات مجير مستشهداً بذلك على إهمال لات لعدم دخولها على الزمان قوله: (أو كاد) أي: أو كاد أن: يصيب. قوله (أو كاد) أي: أن يخطئ فقد حذف خبر كاد في الموضعين. قوله: (إن مالاً وإن ولداً) أي: إن لنا مالاً وإن لنا ولد قوله: (وقد مر البحث الخ) الآية الأولى لم يتقدم فيها كلام أصلاً، وأما الآية الثانية فتقدم في المثال الأول من الجهة الرابعة أن الخبر فيها محذوف أي هالكون أو هو مذكور وهو قوله أولئك ينادون الخ وما بينهما، اعتراض، وقوله في إن الذين كفروا الخ، قال الزمخشري خبر إن في هذه الآية محذوف أي يذيقهم العذاب بدليل جواب الشرط بعد قوله: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) والمسجد الحرام أي ويصدون عن المسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد. قوله: (وقال الحماسي) أي: الشاعر المذكور شعره في ديوان الحماسة وهذا الشاعر هو. سعد مالك. قوله: (لا براح) أي: بالرفع كما سبق في لا قوله: (وقد كثر حذف خبر لا) أي: النافية للجنس.