حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب، أو معهما
  ٨٦٨ - فَقَالت: عَلَى اسْمِ اللَّهِ، أَمْرُكَ طَاعَةٌ ... [وَإِنْ كُنْتُ قَدْ كُلِّفْتُ مَا لَمْ أُعَوَّدِ]
  وقد مَرَّ تجويز ابن عصفور الوجهينِ في «لعَمْرُكَ لأفْعَلَنَّ»، و «أَيْمُنُ اللَّهِ لأَفْعَلَنَ» وغيرُه جَزَم بأن ذلك من حذف الخبر، وفي «نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ» وغيره جزم بأنه إذا جُعِل على الحذف كان من حذف المبتدأ.
حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب، أو معهما
  يَطرُدُ حذفه مُفَسَّراً، نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}[التوبة: ١]، {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}[الانشقاق: ١] {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}[الإسراء: ١٠٠]، والأصل: لو تملكون تملكون، فلما حذف الفعلُ انفصل الضمير قاله الزمخشري وأبو البقاء وأهل البيان؛ وعن البصريين أنه لا يجوز «لَوْ زَيدٌ قامَ» إلا في الشعر أو الندور، نحو: «لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي»، وقيل: الأصل: لو كنتم، فحذف «كان» دون اسمها، وقيل: لو كنتم أنتم، فحُذِفا مثل «الْتَمِسُ وَلَوْ خَاتماً مِن حَدِيدِ»، وبقي التوكيد.
  لمبتدأ محذوف قوله: (الوجهين) أي: فيجوز لعمرك يميني أو يميني لعمرك وكذا أيمن. قوله: (كان من حذف المبتدأ) أي: ولو جعل من حذف الخبر لسد شيء مسده ولم يوجد.
  قوله: (وإن أحد من المشركين استجارك) أي: وإن استجارك أحد فحذف الفعل وحده مع الضمير المنصوب. قوله: (إذا السماء انشقت) أي: إذا انشقت السماء انشقت فحذف الفعل وحده قوله: (والأصل لو تملكون تملكون) أي: فقد حذف الفعل وحده. قوله: (لو زيد قام) أي: أنهم يقولون إنه لا يجوز أن تدخل لو إلا على ظاهر لا على مقدر إلا نادراً ورد عليهم بقوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}[الإسراء: ١٠٠]. قوله: (وقيل لو كنتم أنتم) أي: فحذف الفعل مع مرفوعه وبقي التوكيد قوله: (مثل التمس ولو خاتماً من حديد) أي: ولو كان الملتمس خاتماً من حديد فقد حذف الفعل مع مرفوعه. قوله: (ويكثر) عطف على يطرد.
٨٦٨ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ملحق ديوانه ص ٤٩٠؛ والأغاني ١/ ١٨٥؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٨١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٢١، ٢/ ٩٢٨؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٠١؛ والخصائص ٢/ ٣٦٢).
اللغة: كلفت: طلب مني فعل شيء زيادة عما اعتدته.
المعنى: ردت عليه محبوبته قائلة: سأفعل ما تطلبه أنت مني وإن كنت لم أعتد أن أفعل ذلك مع غيرك.