حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب، أو معهما
  ٨٦٩ - عَلفْتُهَا تِبْناً وَمَاءَ بَارِدا ... [حَتَّى غَدَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا]
  فقيل: التقدير وسقيتها وقيل: لا حذف، بل ضمن «علفتها» معنى «أَنَلْتُها» و «أعطيتُها»، وألْزِمُوا صحة نحو «علفتها ماء بارداً وتبناً» فالتزموه مُختَجين بقول طرفة [من الطويل]:
  ٨٧٠ - [أَعَمْرُو بْنَ هِنْدِ مَا تَرَى رَأْيَ صِرْمَةٍ] ... لها سبب ترعى بِهِ الْمَاءَ والشَّجَرُ
  وقالوا: «الحمدُ للهِ أهْلَ الْحَمْدِ» بإضمار «أمدح»؛ وفي التنزيل {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ٤}[المسد: ٤] بإضمار «أذم»؛ ونظائره كثيرة، وقالوا «أَمَا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ» أي: لأن كنتَ منطلقاً انطلقت؛ وقالوا: «لا أكَلِّمُهُ مَا أنْ حِرَاء مَكانَه، وَمَا أَن في السماء نَجْماً»، أي ما ثَبَتَ، ويروى «نجم» بالرفع، فـ «أن»: فعل ماض بمعنى
  التجوز واقعاً في الإيمان على طريق الاستعارة وتقريرها أن تقول شبه الإيمان من حيث إن المؤمنين من الأنصار تمكنوا منه تمكن المالك في ملكه بمدينة من المدائن الحصينة وادعى أن المشبه فرد من أفراد المشبه به واستعير اسم المشبه به للمشبه في النفس وطوى ذكر المشبه به ورمز له بذكر شيء لوازمه وهو التبوؤ على طريق الاستعارة بالكتابة وإثبات التبوؤ تخيل اهـ تقرير شيخنا دردير قوله: (علفتها الخ) لا يعرف قائله تمامه:
  حتى مشت همالة عيناها
  ويروى غدت وبدت والمعنى واحد قوله: (وألزموا) أي: من قال بالتضمير ألزموا بذلك فالتزموه واستدلوا لجوازه بنحو الخ. قوله: (لها سبب الخ) صدره:
  أعمرو بن هند ما ترى رأي صرمة
  الهمزة للنداء والصرمة بكسر المهملة وسكون الراء وفتح الميم نحو الثلاثين من الإبل والشاهد أنه ضمن ترعى معنى تتناول فصح تسلطه على الماء. قوله: (أي ما ثبت
٨٦٩ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ١٠٨، ٧/ ٢٣٣؛ وأمالي المرتضى ٢/ ٢٥٩؛ والإنصاف ٢/ ٦١٢؛ وأوضح المسالك ٢/ ٢٤٥؛ والخصائص ٢/ ٤٣١؛ والدرر ٦/ ٧٩؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٢٦؛ وشرح التصريح ١/ ٣٤٦؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٤٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥٨/٢/ ٩٢٩؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٠٥؛ ولسان العرب ٢/ ٢٨٧ (زجح)، ٣/ ٣٦٧ (قلد)؛ ٩/ ٢٥٥ (علف)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٠١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٠).
اللغة والمعنى: علف أطعم التبن: ما قطع من السنابل وسيقانه بعد الدرس. همالة عيناها: أي غزيرة الفيض.
يقول: إنه علف دابته تبناً، وسقاها ماء بارداً حتى سالت دموعها بغزارة.
٨٧٠ - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في (ديوانه ص ٤٧؛ وخزانة الأدب ٣/ ١٤٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٩؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٨١).
اللغة: الصرمة: قطيع من الإبل السبب: الدخول في الجوار.