حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف «لا» التبرئة

صفحة 422 - الجزء 3

  وخالفهم البصريون وأجاز بعضهم «إن زيداً لقام» على إضمار «قَدْ»؛ وقال الجميع: حَقُّ الماضي المثبت المجاب به القَسَم أن يُقرن باللام، و «قَدْ»، نحو: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}⁣[يوسف: ٩١]، وقيل في {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ٤}⁣[البروج: ٤] إنه جواب للقسم على إضمار اللام و «قَدْ» جميعاً للطول، وقال [من الطويل]:

  حَلفْتُ لَها باللَّهِ خَلفة فَاجرٍ ... لنَامُوا، فَمَا إِن مِن حَدِيثٍ وَلَا صَالِ

  فأضمر «قَدْ» وأما {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ ٥١}⁣[الروم: ٥١] فزعم قوم أنه من ذلك، وهو سهو، لأن «ظلوا» مستقبل، لأنه مرتب على الشرط وساد مسد جوابه؛ فلا سبيل فيه إلى «قَدْ» إذ المعنى: ليظُنَّ، ولكن النُّون لا تدخل على الماضي.

حذف «لا» التبرئة

  حكى الأخفش «لا رجُل وَامرَأَةَ» بالفتح وأصله: ولا امرأة، فحذفت «لا»، وبقي البناء للتركيب بحاله.


  اليمن ومراد الشاعر أنهم طمعوا في هاتين القبيلتين يظنون القوم ضعافاً فإذا هم أقوياء. قوله: (وخالفهم البصريون) أي: فلا يقدرون في خبر كان الماضي قد. قوله: (ان زيداً لقام الخ) أي: إضمار قد في خبر إن الماضي. قوله: (أن يقرن الخ) أي: فإن لم يكونا مذكورين قدراً قوله: (إنه جواب للقسم) أي: والسماء ذات البروج. قوله: (للطول) أي: إن المسهل لحذف اللام وقد من جواب القسم طول الفصل بين القسم والجواب فالطول نزل القسم منزلة عدم ذكره في الجملة قوله: (حلفت لها الخ) تقدم إنشاد هذا البيت في فصل قد من حرف القاف ومر هناك أن ابن عصفور ذكر أن القسم إذا أجيب بماض متصرف مثبت فإن كان قريباً من الحال جيء باللام وقد نحو تالله لقد آثرك الله علينا وإن كان بعيداً. جيء باللام وحدها وأنشد هذا البيت شاهداً عليه وفيه بحث مضى هناك اهـ دماميني. قوله: (لناموا) أي: لقد ناموا قوله (ولئن أرسلنا) أي: والله لئن أرسلنا. قوله: (إنه من ذلك) أي: من الماضي المثبت المجاب به القسم فتكون قد مقدرة. قوله: لفظاً (لأن ظلوا مستقبل) أي: ولا يقترن بقد واللام إلا جواب القسم الماضي ومعني. قوله: (لأنه مرتب على الشرط) أي: وهو أرسلنا أي الشرط مستقبل والمرتب على المستقبل مستقبل. قوله: (غيرها) أي: غير لا التبرئة وفي بعض النسخ وغيرها بالواو أي وغير لا النافية وهو الناهية والصواب النسخة الأولى إذ حذف لا الناهية لا أظنه جائزاً بطريق الاستقلال فلا يجوز أن تقول تقم على أن المراد لا تقم ولهذا لم يذكر المصنف مثالاً في هذه الترجمة لحذف لا الناهية نعم يجوز حذفها بطريق التبعية نحو لا تهن العالم وتكرم الجاهل أي ولا تكرم قوله: (يطرد ذلك) أي: حذف لا.