حذف حرف النداء
  ٨٨٠ - هذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسًا ... [ثُمَّ انْثَنَيْتِ وَمَا شَفَيْتِ نَسِيسَا]
  وأجيب بأن «هذي» مفعول مطلق، أي: برزت هذه البَرْزَةَ، ورَدَّه ابن مالك بأنه لا يُشَارُ إلى المصدر إلا منعوتاً بالمصدر المشار إليه كـ «ضَرَبْتُهُ ذَلِكَ الضربَ»، ويردُّه بيت أنشده هو: وهو قوله [من الكامل]:
  ٨٨١ - يَا عَمْرُو، إِنَّكَ قَدْ مَلِلْتَ صَحَابَتِي ... وَصَحَابَتِيكَ إِخَالُ ذَاكَ قَليلُ
  قوله: (هذي) أي: يا هذي والتلحين من حيث إنه حذف حرف النداء مع اسم الإشارة. قوله: (فهجت رسيساً) الرسيس ابتداء الحب وتمامه:
  ثم انثنيت وما شفيت نسيسا
  والنسيس بقية الروح. قوله: (هذه البرزة) أي: فحذف الصفة وقدم المفعول. قوله: (كضربته ذلك الضرب) أي: وهنا لم يذكر المصدر الواقع نعتاً المشار إليه. قوله: (أنشده هو) أي: ابن مالك قوله: (يا عمرو الخ) الذي يظهر لي أن ذاك إشارة إلى الملال المفهوم من قوله مللت أو إلى الأمر الذي تضمنه هذا البيت والمعنى أنك قد مللت صحبتك إياي وصحبتي إياك فيما أخاله وأظنه وهذا الأمر قليل في الأصحاب، فقوله ذاك مبتدأ أخبر عنه بقليل وقوله أخال جملة ألغي فعلها وأتى بها بعد الجملة السابقة لبيان أن الإخبار بما تقدم عليها نشأ عن الظن لا اليقين كما تقول زيد قائم أظن، وحينئذ فليست الإشارة بذاك إلى مفعول مطلق ولم يتضح لي وجه الرد على ابن مالك بهذا البيت اهـ دماميني، قال الشمني: وأقول وجهه أن ذا لا إشارة إلى المصدر الذي هو صحابتيك ولم ينعت اسم الإشارة بالمشار إليه بل أخبر عنه بقليل، أما على أن يكون من التعليق بلام الابتداء المقدرة حذفت ضرورة كما قال سيبويه في:
  إني وجدت ملاك الشيمة الأدب
  وفي قوله:
  وأخال لدينا منك تنويلُ
  أن الأصل لملاك وللدينا، وإما أن يكون على إلغاء المتوسط.
٨٨٠ - التخريج البيت للمتنبي في (ديوانه ٢/ ٣٠١؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٤٤٤؛ والمقرب ١/ ١٧٧).
اللغة: رسيساً من الرسيس وهو ابتداء الحب، انثني: مال وعاد من النسيس وهو من تبقى به شيء من الروح والنسيس فضلة الروح وبقيتها.
المعنى: يا من ظهرت لنا فسبيتنا بجمالك ثم عدت عنا، فزدتنا بك تعلقاً.
٨٨١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٢؛ والمقرب ١/ ١١٨).
المعنى: لقد سئمت من صحبك إياي وسئمت من صحبتي إياك، وهذا نادر بين الأصحاب.