حذف التنوين
  نحو: «ضاربك» فيمن قال إنه غيرُ، مضاف فأما قوله [من الوافر]:
  [وَمَا أَدْرِي وَظَنِّي كُلُّ ظَنْ] ... أَمُسْلِمُني إلَى قَوْمِ شَرَاحِي
  فضرورة، خلافاً لهشام، ثم هو نون وقاية لا تنوين، كقوله [من الطويل]:
  وَلَيْسَ الْمُوَافِينِي لِيُرْفَدَ خَائِباً ... [فَإِنَّ لَهُ أَضْعَافَ مَا كَانَ أَمْلَا]
  إذ لا يجتمع التنوينُ من «أَلْ»، ولكَوْنِ الاسم علماً موصوفاً بما اتصل به وأ به وأضيف إلى علم، من «ابن» و «ابنة» اتفاقاً، أو «بنت» عند قوم من العرب، فأما قوله [من الرجز]:
  ألفاً. قوله: (إنه غير مضاف) أي: بل في محل نصب على المفعولية وليس في محل جر بالإضافة. قوله: (أمسلمني الخ) صدره وما أدري وظني كل ظن، وحاصل ما فيه أن الجمهور على أن النون في مسلمني وضاربني للوقاية دخلت في اسم الفاعل على سبيل الضرورة والياء في محل نصب على المفعولية لا في محل خفض على الإضافة، وذهب هشام إلى أنها للتنوين وأجاز في السعة هذا ضاربك وضاربني فالكاف والياء في محل نصب على أنه مفعول لا في محل جر بالإضافة، وفي البيت ضرورة أخرى وهي الترخيم في غير النداء وذلك في قوله شراح، قال الفراء أراد شراحيل فرخم في غير النداء قلت يمكن أن شراحيل منادى ومسلمني خبر لمحذوف أي أأنت مسلمني إلى قومي يا شراحيل وشراحيل اسم رجل ممنوع من الصرف عند سيبويه كان معرفة أو نكرة لأنه بزنة جمع الجمع وينصرف عند الأخفش في النكرة اهـ دماميني.
  قوله: (فضرورة) كان الأولى أن يقول فنونه للوقاية دخلت على اسم الفاعل للضرورة لا تنوين خلافاً لهشام قوله: (ثم نون وقاية الخ) قصد بهذا بيان مذهب الجمهور في نون مسلمي والرد على هشام فإن مذهبه أن النون في نحو مسلمني ليست نون وقاية بل هي تنوين والياء مفعول لا مضاف إليه كما سبق ولا شك أن هذه الدعوى لا تتأتى له في نحو الموافيني لأن أل صادة عن التنوين فلم يبق إلا أن يقال إن النون في كلام الموضعين نون وقاية لحقت الاسم شذوذاً قوله: (إذ لا يجتمع التنوين مع أل) هذا التعليل إنما هو في المنظر به. قوله: (ولكون الاسم علماً) مراده بالعلم ما يشمل الاسم والكنية واللقب في حكم العلم ما كني عنه كفلان. قوله: (ولكون الاسم علماً) خرج الوصف نحو جاءني كريم ابن زيد وقوله موصوفاً خرج ما إذا كان الواقع بعده خبراً فلذا كان القياس قراءة وقالت اليهود عزير ابن الله بالتنوين قوله: (ولكون الاسم علماً الخ) وذلك لكثرة استعمال ابن بين علمين وصفاً فطلب التخفيف لفظاً بحذف التنوين من موصوفه وخطا بحذف ألف ابن فإن لم يكن بين علمين نحو جاءني كريم ابن كريم أو زيد ابن أخينا لم يحذف التنوين لفظاً والألف خطأ لقلة الاستعمال، وكذا إن لم يقع صفة نحو زيد بن عمرو على أنه مبتدأ وخبر لقلة استعماله أيضاً مع أن التنوين حذف في الموصوف لكونه الصفة مع كاسم واحد والتنوين علامة لتمام وليست هذه العلة موجودة في المبتدأ وخبره اهـ شمني. قوله: (وأضيف إلى علم) خرج جاءني زيد ابن كريم. قوله: (وأضيف إلى علم الخ) ظاهره سواء