حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف التنوين

صفحة 438 - الجزء 3

  ٨٨٦ - جَارِيَةٌ مِنْ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَهُ ... [كَريمَة أَخْوَالُهَا وَالْعَصَبَهُ]

  فضرورة؛ ويحذف لالتقاء الساكنين قليلاً، كقوله [من المتقارب]:

  فألفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ... وَلاَ ذَاكِرِ الله إلا قليلا

  وإنما أثر ذلك على حذفه للإضافة لإرادة تماثل المتعاطفين في التنكير؛ وقرئ


  كان هذا العلم الذي أضيف إليه ابن أو ابنه اسماً لأبي الأول أو جده وبعضهم اشترط أن يكون علماً لأب لا لجد أو أم وكان وجهه أن هذا الحذف منوط بالكثرة والأكثر نسبة الإنسان إلى أبيه لا جده اهـ دماميني قوله: جارية) من قيس ابن ثعلبة) تمامه:

  كريمة أخوالها والعصبة

  وقال ابن جني الذي أرى انه لم يرد في هذا البيت وما جرى مجراه أن يجري ابناً وصفاً على ما قبله، ولو أراد ذلك لحذف التنوين ولكن الشاعر أراد أن يجري ابناً على ما قبله بدلاً منه، وإذا كان بدلاً لم يجعل معه كالشيء الواحد فوجب لذلك أن ينوي انفصال ابن مما قبله، وإذا قدر كذلك فقد قام بنفسه ووجب أن يبتدأ به وعلى ذلك تقول كلمت زيداً ابن بكر كأنك قلت كأنك زيداً كلمت ابن بكر لأن ذلك حكم البدل إذ البدل في التقدير عن جملة أخرى غير جملة المبتدل منه، وقال بعض المتأخرين: لو كان الأمر ما قاله ابن جني لكان مثل كلمت زيداً ابن بكر بالتنوين كثيراً في كلامهم لأنه وجه سائغ مطرد ولكنه قليل فلقلته كان الوجه أن يحمل على أنه ضرورة اهـ دماميني. قوله: (ويحذف ا الخ) عطف على قوله يحذف لزوماً. قوله: (فألفيته) أي: فوجدته غير طالب رضاي يقال استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني قوله: (ولا ذاكر الله) أصله ولا ذاكر عطف على مستعتب والله معمول لاسم الفاعل لاعتماده على أي النفي فقد حذف التنوين لالتقاء الساكنين قوله: (وإنما آثر) بالمد والضمير للشاعر، وقوله ذلك أي الحذف لالتقاء الساكنين وقوله على حذفه متعلق بآثر. قوله: (للإضافة لإرادة الخ) اللام الأولى تعليل للحذف والثانية للإيثار، وقوله للإضافة الخ أي بأن كان يقول لا ذاكر الله فيكون حذف التنوين لأجل الإضافة.

  قوله: (تماثل المتعاطفين) أي: ذاكر ومستعتب أي ولو ارتكب الإضافة لكان


٨٨٦ - التخريج: الرجز للأغلب العجلي في (ديوانه ص ١٤٨؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٣٦؛ والدرر ٣/ ٣٦؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١٢؛ وشرح المفصل ٢/ ٦؛ والكتاب ٣/ ٥٠٦؛ ولسان العرب ١/ ٢٣٨ (ثعلب)؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٩١؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٣٠؛ وشرح التصريح ٢/ ١٧٠؛ ولسان العرب ١/ ٦٥٩ (قبب)؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٦).

اللغة: جارية شابة. ثم أطلقت على كل أمة جارية. الأخوال أقرباء الأم، العصبة: أقرباء الأب.

المعنى: إن هذه الجارية تنسب إلى قيس من قبيلة بني ثعلبة أخوالها وأعمامها كرماء شرفاء.