حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف جملة القسم

صفحة 442 - الجزء 3

  كونه جواباً وجملة القسم وجوابه الخبر.

  ويجوز في غير ذلك، نحو: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}⁣[النازعات: ١] الآيات، أي: لتبعثُنَّ، بدليل ما بعده، وهذا المقدّر هو العامل في {يَوْمَ تَرْجُفُ}⁣[النازعات: ٦] أو عامله: اذكر؛ وقيل: الجواب {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}⁣[النازعات: ٢٦] وهو بعيد لبعده؛ ومثله {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ١}⁣[ق: ١] أي: لنهلكن، بدليل {وَكَمْ أَهْلَكْنَا}⁣[ق: ٣٦] أو إنك لمنذر، بدليل {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ}⁣[ق: ٢] وقيل: الجواب مذكور؛ فقال الأخفش {قَدْ عَلِمْنَا}⁣[ق: ٤] وحذفت اللام للطول مثل {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩}⁣[الشمس: ٩]. وقال ابن كيسان {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ}⁣[ق: ١٨] الآية، الكوفيون {بَلْ عَجِبُوا}⁣[ق: ٢]: والمعنى: لقد عجبوا بعضهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى}⁣[الزمر: ٢١، وق: ٣٧]، ومثله {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ١}⁣[ص: ١]، أي: إنه لمعجز، أو {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٢٥٢}⁣[البقرة: ٢٥٢؛ يس: ٣] أو ما الأمر كما يزعمون، وقيل: مذكور؛ فقال الكوفيون والزجاج


  لأجل ما اكتنفه أي لدلالته.

  قوله: (الخبر) أي: خبر المبتدأ قوله: (ويجوز) أي: حذف الجواب في غير ذلك أي في غير ما إذا تقدم عليه أو اكتنفه ما يغني عنه. قوله: (والنازعات) هذا قسم. قوله: (بدليل ما بعده) أي: يوم ترجف قوله: (لبعده) أي من القسم. قوله: (ومثله) أي: مثل المثال المتقدم في كون جواب القسم محذوفاً فيه ولم يتقدم عليه أو يكتنفه ما يغني عنه. قوله: (وفيه بعد) قال الفراء لا نجد هذا القول مستقيماً في العربية لتأخره جداً عن قوله والقرآن. قوله: (ص) أي: والقرآن ص وهذا القول مبني على جواز تقدم جواب القسم، وإن ص معناه صدق الله. قوله: (أن الجواب لا يتقدم) أي: مطلقاً سواء كان جواب قسم أو شرط. قوله: (حذف جملة الشرط) أي: مع الأداة قوله: (هو مطرد بعد الطلب الخ) هذا مبني على أن الجملة الواقعة بعد الطلب لأداة شرط مقدرة مع فعل الشرط وإن الجازم للفظ فعل تلك الجملة الأداة المقدرة، وأما على القول بأن الجملة الواقعة بعد الطلب جواب للطلب المتقدم، وإن الجزم به فلا حذف في الكلام قوله: (فاتبعني أهدك) أي: فإن تتبعني أهدك. قوله: (نجب دعوتك) أي: إن تؤخرنا لأجل قريب نجب دعوتك. قوله: (وجاء) أي: حذف الشرط وقوله بدونه أي بدون تقدم الطلب. قوله: (في هذه البلدة) أي: مكة. قوله: (أي إن صدقتم فيما كنتم تعدون به من أنفسكم) أي: وجب عليكم الإيمان لأنه قد جاءكم فهو علة للجواب المحذوف. قوله: (وإن كذبتم فلا أحد أكذب منكم) لعل الأظهر وإن كذبتم فأنتم ظالمون إذ لا أظلم الخ تأمل اهـ تقرير دردير.

  قوله: (وهي من حذفها) أي: والحال أنها من حذفها الخ. قوله: (لأنه قد ذكر في اللفظ جملة) أي: وهي فمن أظلم وقوله فقد جاءكم بينة الخ، وقوله قائمة مقام الجواب