حذف الكلام بجملته
  الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الأحقاف: ١٠]، ويردُّه أن جملة الاستفهام لا تكون جواباً إلا بالفاء مؤخرة عن الهمزة، نحو: «إن جِئْتُكَ أَفَمَا تُحْسِنُ إليَّ»، ومقدمة على غيرها، نحو: «فهل تحسن إلي».
  تنبيه - التحقيق أن من حذف الجواب مثل {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}[العنكبوت: ٥] لأن الجواب مسبب عن الشَّرط، وأَجَل الله آتِ سواء أُوجد الرجاء أم لم يُوجد، وإنما الأصل فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت؛ ومثله {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ}[طه: ٧]، أي: فاعلم أنه غني عن جَهْرِك {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ}[طه: ٧]، {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ}[الحج: ٤٢، وفاطر: ٤]، أي: فَتَصَبَّرْ، {فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}[فاطر: ٤]، {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ}[آل عمران: ١٤٠]، أي: فاصبروا، {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران: ١٤٠]، {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[النور: ٢١] أي: يفعل الفواحش والمنكرات، {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[النور: ٢١]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[المائدة: ٥٦]، أي: يَغْلِب، {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ٥٦}[المائدة: ٥٦]، {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ}[البقرة: ٢٢٧]، أي: فلا تؤذوهم بقول ولا فعل؛ فإن اللَّهَ يَسْمَعُ ذلك ويعلمه {فَإِنْ تَوَلَّوْا}[هود: ٥٧] أي: فلا لوم علي {فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ}[هود: ٥٧].
حذف الكلام بجملته
  يقع ذلك باطراد في مواضع:
  أحدها: بعد حرف الجواب، يقال: أقام زيد؟ فتقول: «نَعَمْ»، و «ألم يقم
  جواب الشرط حينئذ قلت هو محذوف دل عليه الجملتان المكتنفتان والتقدير إن كان من عند الله فأخبروني ألستم ظالمين اهـ دماميني قوله: (ويرده أن جملة الاستفهام لا تكون جواباً) أي: وحينئذ فما قدروه بقوله ألستم ظالمين لا يصح أن يكون جواباً بل يقدر فأخبروني ألستم ظالمين قوله: (سواء أوجد الرجاء) أي: رجاء لقاء الله أم لم يوجد وحينئذ فلا يصح أن يكون قوله فإن أجل الله لآت جواباً بالعدم تسببه عن الشرط. قوله: (ومثله وإن تجهز الخ) قال الدماميني يشكل عليه مضارعية الشرط في هذه الآية والأربعة بعدها مع إنها نصوا على أن الجواب لا يحذف في السعة إلا إذا كان فعل الشرط ماضياً لفظاً وعدوا من الضرورات:
  لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم ... ليعلم ربي أن بيتي واسعُ
  وقد يجاب بأنه لما سد شيء مسد الجواب كأنه لم يحذف، وقولهم لا يحذف