حذف أكثر من جملة

  في غير ما ذكر، أنشد أبو الحسن [من الخفيف]:

  ٨٩١ - إنْ يَكُنْ طِبْكِ الدَّلالَ فَلَوْ فِي ... سَالِفِ الدَّهْرِ وَالسِّنِينَ الْخَوَالِي

  أي: إن كان عادتك الدلال فلو كان هذا فيما مضى لاحتملناه منك؛ وقالوا في قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى}⁣[البقرة: ٧٣]: إن التقدير: فضربوه فَحَيِيَ فقلنا: كذلك يحيي الله؛ وفي قوله تعالى: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ٤٥}⁣[يوسف: ٤٥] الآية: إن التقدير: فأرسلون إلى يوسف لاستعبرَهُ الرُّؤيا، فأرسلوه فأتاه وقال له: يا يوسف؛ وفي قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ}⁣[الفرقان: ٣٦]، إن التقدير: فأتياهم فأبلغاهم الرسالة فكذبوهما فدمرناهم.

حذف أكثر من جملة

  قوله: (في غير ما ذكر) أي: وجوابه وجواب القسم. قوله: (إن يكن طبك) بالباء الموحدة مثلت الطاء، وفي نسخة طبعك وهو بمعناه والبيت من أبيات العبيد بن الأبرص وبعده:

  كنت بيضاء كالمهاة وإذآ ... تيك نشوان مرخيا أذيالي

  فاتركي خط حاجيك وعيشي ... معنا بالرجاء والتأمالِ

  قد زعمتي أني كبرت وأني ... قل مالي وضن عني الموالي

  إن تريني تغير الرأس مني ... وعلا الشيب مفرقي وقذالي

  فيما أدخل الخباء على مهضومة ... الكشح طفلة كالغزال

  فتعاطيت جيدها ثم مالت ... ميلان الكثيب بين الرمال

  ثم قالت فدا لنفسك نفسي ... وفدا المال ثم أهلك مالي

  قوله: (فلو كان هذا فيما مضى لاحتملناه منك) أي: فقد حذف جملة شرط لو وجملة جوابها وذلك أكثر من جملة وفيه أن هذا لا يخرج عما تقدم لأن حذف كل من الجواب والشرط قد تقدم والجواب أنه غيره من حيث إن المحذوف لأمران معاً أي وما تقدم حذف

٨٩١ - التخريج: البيت لعبيد بن الأبرص في (ديوانه ص ١١٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٦١؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٤).

اللغة: طبك: طبعك. الدلال: التمنع في الحب. الخوالي: الماضيات.

المعنى: إن كان طبعك التمنع احتملناه منك، وإن كان مما مضى غضضنا الطرف عنه.